من يعيرني عقاقير الطمأنينة! تجلس بالقرب من الشرفة يتملكها حزن شديد تؤرقها أكف الخوف والتعب ..لا تعلم ما الذي يحدث معها.. كانت فتاة جميلة مجتهدة ، وقبل أن تنهي المرحلة الجامعية ، تعرفت على شاب طموح وخلال فترة التدريب حصل بينهم استلطاف سرعان ما أصبح علاقة حب تكللت بالزواج. بعد الزواج لم تكن علاقتهما على ما يرام ، ولم يستطيعا وضع يديهما على الجرح ومعرفة سبب هذا الفتور! في البداية حاول استيعابها كثيرا برغم نفورها منه! حتى تفاقمت المشكلات وانعدمت لغة الحوار بينهما ، لكن هذه الليلة كانت مختلفة ، قامت من النوم فزعة تبكي بحرقة حتى استيقظ على صوت بكائها ! سألها ما بكِ!! تكلمي!! ثم أخذ يهدئ من روعها حتى هدأت قليلا ودخلت في صراع داخلي ، هل تخبره عن الكابوس الذي قض مضجعها!! وتلك اللعنة التي تلاحقها في نومها وصحوها! هل سيستوعبها زوجها عندما تخبره بسرها الذي كان يلتف حول رقبتها ! حاولت أن تستجمع قواها وأن تتبرج بعباراتها وتخفي احساسا بذنب لم ترتكبه، وبدأت تسرد له الكابوس ، لم تنس يوما ذلك الوجه المقيت وجه صديق والدها الذي كان يأتي لزيارتهم عندما كانت طفلة صغيرة وينام عندهم أحيانا لسكنه بمحافظة اخرى ، كم كانت تكره نظراته لها التي لم تستطع تفسيرها في حينه. شحب لونها وبدأت ترتجف وهي تسرد له كيف كان هذا الرجل يتسلل إلى غرفتها ليلا وكيف كانت تستيقظ فزعة عندما كانت يده تعبث بجسدها الطفولي ، ومما زاد حنقها وقلقها انها لم تكن تستطيع اخبار احد بما يفعله هذا الذئب البشري . عندها أدرك زوجها ما الذي كان سيهدم بيتهما وكاد يُسدل الستار على قصتهما! رمقها بنظرة حانية وطبع قبلة على جبينها أزالت ثقلا أرهق كاهلها منذ زمن.. فلنحافظ على أبنائنا من أقرب الناس لهم ، فأكثر الأذى يأتي ممن يتعامل معهم بشكل مباشر وممن نثق بهم.