لماذا سبقتني يا حبيبي؟ كنت تعطيني الأولوية في كل شيء، إلا هذه المرة، لم ترحم ضعفي وذبولي وتركتني أبكيك … لا تقلق، هي دموع الفرح لشهيد ارتقى مدافعا عن وطنه وعرضه، أعلم إنك لم تكن مقاتلا، لكنك كنت صامدا، وصمودك مقاومة، إيمانك بالقضية مقاومة، كفاحك لتأمين مقومات الحياة مقاومة، كنت دؤوبا لحمايتنا، وتأمين مأكلنا ومشربنا … الآن أنا أبوك الضعيف لا أستطيع أن أقف الساعات لأحضر سطل ماء، آو غرفة طعام مما كنت توفره لنا أنا ووالدتك، فجوة عميقة حفرتها في قلبي لا يملأها آحد سواك، نعم ستبقى في قلبي ما دمت أحيا على ذكراك، وداعا يا بطلي، كلنا مشروع شهادة، استشهادك كان سباقا ونحن بك لاحقون، وداعا يا سندي، يقولون الأب سند لأبنائه وعائلته. لكني شيخ طاعن، كنت أنت سندي، والآن تركتني في مهب الريح، إما أقاوم أسوة بك آو أستشهد وأستريح، علمتني معنى الشهادة يا ولدي، وداعا يا حبيبي وداعا، عاهدت نفسي أن أصمد ولا أبكي، لكن دموعي تطفر من عيني رغما عني، دموع الفرح والفخار … أنا فخور بك يا ولدي … آآآه … وداعا.
