آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
و أنا أقطّع البصل أقطع حبال أفكاري المتداخلة تداخل عريشة كرم
تحرقني عيناي..
أغمضهما كردّة فعل لا إراديّة فأنتبه لنقر قطرات مطر تشاغب بلّور شبّاكي
أتجمّد لجزء من الثّانية فتدركني كلمات أغنية كنت غير آبهة بها
هزّة قلب خفيفة؛ هكذا يأتي التّفاعل
أفتح عينيّ فيباغت خدّيّ سيل من الدّموع
طالت كلمات الأغنية قلبي و مياه المطر عينيّ فبكيت
هكذا خيّل إليّ..
أغمض عينيّ..أفتحهما..أدمع..
أغمضهما..أفتحهما..أدمع..
أمسحهما بطرف كمّي كأنّني أمسح بلّور شبّاكي آملة بأن تكفّ المطر عن الشّغب
و أنا اقطّع البصل أقطع قصصي شرائطا مصوّرة
تحرقني عيناي..
أغمضهما لأمعن النّظر في ألوان شرائطي المعلّقة على حبال أفكاري كأنّها أوراق العنب المعلّقة على العريشة
أخضر، أصفر و برتقاليّ؛ هكذا هي ألوان الوهلة الأولى
أفتح بصيرتي فأرى ما تبقّى من الألوان جميعها إلاّ الرّماديّ
أفتح عينيّ فتنهمر دموعي
أتجمّد نصف دقيقة باحثة عن كلمات الأغنية عبثا
أحاول سماع نقر قطرات المطر مجدّدا دون جدوى
أبكي..
أغمض عينيّ..أفتحهما..أدمع..
أغمضهما..أفتحهما..أدمع..
أمسحهما بطرف كمّي كأنّني أمسح خيالا ألمّ بي آملة بأن أحوّله إلى كلمات تهدهد قلبي علّه يصحو
و أنا اقطّع البصل تقطع هذه الكلمات طريقها نحوي فأقطّعها حزما مخافة أن تختفي
أقطّع البصل..أقطّعها..
أقطّعه..أقطّعها..
و أنا أقطّع البصل، أناور إلى أن أصل هذه الكتابة أو تصلني.
