يُحكى أن/ بقلم:وحيدة رجيمي ميرا (الجزائر)

قالت كأنها تحدث نفسها كما تحدثه..
كنت أراه في كل الوجوه المتواجدة في ذاك المكان..
أتذكر جميل كلامه و منتهى بوحه..
القلب فاض بالحنين إليكِ فأرسى الشوق مراكبه على شواطئ خلجانك..
و ترد بكل حب و شوق..
ضج بالحنين إليك لقاء الأمس.. ستبقى أبلغ كتاباتي أكبر أسراري و أغلى مكتسباتي..
في ذاك المكان كنت أنتظره ولم يأت..
جاء جد متأخر يومها.. لكنه أخيرا جاء..
تغير لون الطاولة الأزرق زرقة البحر وحتى شكلها..
باهت هذا اللون يميل إلى الرمادي..
لن نجلس هناك لو أتى..
حبيبان اتخذا من المقعد الصخري مجلس تناجيهما.. يتجاذبان أطراف حديث وردي..
هو ذات المقعد الذي شهد جلسة صلح بيننا..
هل نتصالح هذه المرة أيضا لنمضي معا ..
أمر بعيد المنال حتى لا أقول مستحيل.. قالت ..
هذا ما كانت تخشاه.. و اللقاء هو ما كانت تتمناه بكل جوارحها..
من عادة غادة أنها تجيد الحلم و التمني..
رد عليها التفاؤل الذي يملأ قلبها.. لا شيء مستحيل ..
إن الذي جمع بينكما لم يكن متوقعا..
توقع الخير تجده ..
جميل.. غدا ..
غدا سوف تزهر بتلات الوفاء ..
و يبور صبار الخذلان في قفار النسيان..
رمت للحمام أخر حبة كاوكاو ” حَبَ الحُب” كما يسميه عادل.. وهمت بالوقوف تكمل المسير على رصيف الشاطئ.. و رأته قادما إليها .. قاصدا الأمكنة التي ألفت لقائهم .. و كعادته يدخن ما تبقى من السيجارة.

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!