أسماء وأسئلة:إعداد وتقديم رضوان بن شيكار
تقف هذه السلسلة من الحوارات كل اسبوع مع مبدع اوفنان اوفاعل في احدى المجالات الحيوية في اسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد انتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيفة حلقة الأسبوع الإعلامية ومقدمة البرامج الفنية فدوى السعيدي
1. كيف تعرفين نفسك للقراء في سطرين؟
فدوى السعيدي، مقدمة برنامج “آيت أوزوان“ على قناة تمازيغت ، مزدادة بسلوان، درست بثانوية محمد بن عبد الكريم الخطابي ثم جامعة محمد الأول بوجدة وبعدها بالمعهد العالي للصحافة بالدارالبيضاء.
2. ماذا تقرأين الآن؟ وما هو أجمل كتاب قرأته؟
حاليا أعيد قراءة كتاب “صحافة تأكل أبناءها” لأستاذي طلحة جبريل موسى، ومن بين أجمل ما قرأت، “الحب في زمن الكوليرا” لغابرييل غارسيا ماركيز.
3. متى بدأت رحلتك الإعلامية؟ ولماذا إخترت بالضبط تقديم البرامج الفنية؟
رحلتي مع الإعلام بدأت بالصدفة، في أواخر سنة 2009، تم ترشيحي من قبل الصديق “بوزيان” للقيام بكاستينغ لإختيار مقدمة برنامج فني الذي سيعرض على قناة جديدة خاصة بالأمازيغ، من إنتاج شركة “يان للإنتاج”، قمت باجتياز ذلك الكاستينغ رفقة العديد من المترشحات، ولم تكن لي أي دراية أو تجربة في تقديم البرامج.
بعد أسبوعين تلقيت اتصالا من المنتج عبد الرحيم هربال وأخبرني أنه تم اختياري من طرف المخرج “سعيد آزر” لتقديم برنامج “تيروريوين”.
وهكذا بدأت رحلة جديدة من حياتي، لم تكن بالسهلة في الأول، مما جعلني أدرس الصحافة والتقديم لأتعرف أكثر على هذه المهنة التي أصبحت مهنتي لليوم.
4. ماذا تمثل لك مدينة الناظور؟و ما هي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين إلى التسكع في أزقتها وبين دروبها؟
مدينة الناظور هي موطني وهويتي وعائلتي، مهما رحلت وارتحلت أعود إليها مشتاقة، ومن بين المدن التي أعشقها كذلك هي طنجة التي بدأ فيها مشواري في تقديم البرامج، أعشق جوها وأزقتها العالية، أزورها كلما سنحت لي الفرصة.
5. ماهو البرنامج الذي تمنيت أن تكوني صاحبته؟ ولماذا؟
تمنيت تقديم برنامج وثائقي تاريخي كالبرامج التي نراها بدول أخرى أكثر تقدما بمجال الإعلام ، لكن الإمكانيات الإنتاجية بالمغرب لا تتيح لك ذلك، تكلفة هذه البرامج تكون في الغالب جد عالية.
6.ما هي أهم مقومات مقدم البرامج الفنية الناجح ؟
البرامج الفنية مثلها مثل البرامج الأخرى، يجب على مقدمها أن يتحلى بالصبر في الأول، والموضوعية، بالإضافة إلى البحث الدائم لأن التكرار وارد جداً، وعدم التصنع لأن الجمهور يميل أكثر للشخص الصادق الذي على طبيعته دون تصنع.
7.مع وجود الإعلام الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي و كونك إعلامية ومقدمة برامج ولديك جمهور كبير من المتابعين هل لذلك تأثير سلبي من خلال تزايد الضغط أم هو تأثير إيجابي محفز ؟
بالنسبة للإعلام الإلكتروني ومواقع التواصل للإجتماعي ، هذا الموضوع يحتاج لوقفة مهمة، ليس كل ما ينشر صحيح وليس كل من يطلق على نفسه لقب صحفي هو كذلك، لم أسعى يوما للشهرة أو خلق البوز، لأن لي قناعات، فلا يصح إلا الصحيح، وهذا لا يعني أن الإعلام الإلكتروني غير جيد، بالعكس تماما، فالمعلومة أضحت أقرب وأسرع من أي وقت مضى ، لكن يجب على الحكومة تقنين هذا المجال والقيام بمجهودات أكثر للحد من المعلومات الكاذبة وثقافة البوز بالإضافة إلى التنمر الذي أصبح عادة لدى البعض.
8.هل للاعلامي والفنان دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها أم هو مجرد مغرد خارج السرب؟
يمكن للإعلامي أن يكون مؤثراً جيداً، النماذج الجيدة كانت ولازالت موجودة، لكن يبقى الإختيار الأخير والأهم للمتابع، للأسف أصبحنا نبني مجتمعاً يميل للفضيحة أكثر من المعلومة المفيدة، أصبحنا نرى تنافساً قوياً للعناوين المثيرة للجدل لكن بمحتوى ضعيف.
9. ماذا يعني لك العيش في عزلة إجبارية وربما حرية أقل؟ وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة لك؟
أنا بطبعي شخصية اجتماعية ولا أحب العزلة، أميل أكثر للأماكن الشبه مزدحمة ، أحب تبادل أطراف الحديث مع الناس صغاراً وكباراً، العزلة أكيد قيد، أنا كالحمامة لا أحب القفص، التحليق واكتشاف أماكن جديدة من بين هواياتي المفضلة.
10. شخصية في الماضي ترغبين لقاءها ولماذا؟
أتمنى رؤية أبي الذي رحل إلى دار البقاء قبل سنتين ونصف، وأخبره أنه أعظم أب ،رحيله ترك فينا فراغاً لن يملأه أحد.
11. ماذا كنت ستغيرين في حياتك لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟
صراحة لا أفكر في تغيير أي شيء في حياتي، كل غلطة غلطتها كانت لي درس وتجربة، لولا أخطائي لما كنت كما أنا الآن.
12. ماذا يبقى حين نفقد الأشياء؟ الذكريات أم الفراغ؟
فقدان الأشياء لا يعني لي شيء، لكن فقدان الأشخاص يترك في فراغاً كبيراً وذكريات راسخة في ذهني، يصعب على الزمان أن يمحيها.
13.إن كان ذلك ممكنا حديثنا عن بعض المواقف المحرجة والغريبة التي حصلت لك من خلال تعاملك مع عالم الفنانين والفنانات؟
أثناء التصوير يجب أن تكون مستعداً لأي مفاجئة، مواقف كثيرة مررنا بها، تغييرات في آخر اللحظات، كتراجع فنان عن الحضور في آخر لحظة لظروف خارجة عن إرادته، ويجب استبداله لأنه لا يمكننا إلغاء التصوير، وفي مرة من المرات في آخر يوم تصوير قامت فنانة بأخذ حذائي بالخطأ مع أغراضها ( خلاتني بلا صباط ههههه) .
14. الى ماذا تحتاج المرأة في أوطاننا لتصل الى مرحلة المساواة مع الرجل في مجتمعاتنا الذكورية بامتياز.الى دهاء وحكمة بلقيس ام الى جرأة وشجاعة نوال السعداوي؟
المرأة في مجتمعنا بحاجة فقط إلى فرصة، فهي قادرة على القيام بعدة مهام في آن واحد، يمكن للمرأة النجاح في أي مجال، أما الحكمة والجرأة كلتاهما موجودتان في أغلب النساء، لكن الفرص في غالب الأحيان تعطى للرجال، هي حقيقة نعيشها رغم الشعارات الكثيرة التي نراها ونسمع بها.
15.ماذا أضاف لك الإشتغال في التلفزيون وماذا أخذ منك؟
اشتغالي في مجال الإعلام والتلفزيون أضاف لي الثقة والجرأة، وحب الناس، ولم يأخذ مني صراحة شيئاً، بالعكس تماماً ، تعلمت أشياء كثيرة من زملائي لم أتعلمها بالمدرسة، فأنا محظوظة بفريق عمل ممتاز، علاقتنا أخوية، مررنا بتجارب كثيرة خلال 12 سنة من التصوير، أعتبرهم أسرتي الثانية.
16. كيف ترين تجربة النشر في مواقع التواصل الاجتماعي؟
بالنسبة لتجربة النشر في مواقع التواصل الإجتماعي هي جيدة عندما تكون بقلم شخص مثقف وموضوعي، يلتزم بقواعد الصحافة دون أن يبدي رأيه أو توجهه، لأن الصحفي عمله هو أن ينقل الخبر بحيادية، عكس ذلك أنا ضده.
17. أجمل وأسوء ذكرى في حياتك؟
بالنسبة لأجمل ذكرى هي لحظة ولادة بناتي ، أول نظرة أول لقاء، هو شيء لا يمكن تفسيره، سبحان الله، إحساس جديد يولد معك في لحظة الولادة.
بالنسبة لأسوء ذكرى هي ثاني يوم بعد زفافي، فقدت أشخاص غاليين على قلبي في حادث سير مروع أثناء عودتهم من زفافي بالدارالبيضاء إلى الناظور، كانت صدمة كبيرة لكل العائلة فقدنا فيها ابنة أختي وإبنة عمي وإبنة خالي في يوم واحد، فإنقلب الفرح إلى حزن والزفاف إلى جنازة، مر على ذلك الحادث عشر سنوات، لكن آثاره لازالت حاضرة في قلوبنا، رحمهم الله جميعاً.
18. كلمة أخيرة او شيء ترغبين الحديث عنه ؟
أود في الآخير أن أشكرك على هذا الحوار، وعلى الأسئلة التي انتقيتها بعناية، وأغتنم الفرصة لأحيي كل المتابعين عبر صفحتك، وأشكر كل من يشجعني خصوصاً أبناء مدينتي الناظور، تحية من القلب