الشاعر رضوان بن شيكار يستضيف الكاتبة السودانية آن الصافي في زاويته أسماء وأسئلة

تقف هذه السلسلة من الحوارات كل اسبوع مع مبدع اوفنان اوفاعل في احدى المجالات الحيوية في اسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد انتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.

اسمي آن عادل ياسين حاج الصافي، من السودان. مهتمة بالشأن الثقافي والأدبي.

هذه الساعات أعيد قراءة رواية للأستاذ مهندس عبدالله الأسد بعنوان (الجنازير المقدسة) وكذلك رواية للكاتب محمود السليماني (ماتيسه).

عدد وافر من الكتب أعجبتني سيكون من الظلم حصرها في اسم بعينه.

منذ وعيت بما حولي كان لي حصة يومية مع الكتاب قراءة ومن ثم الكتابة وذلك بفضل تشجيع الوالد والوالدة. من بين وسط الكتب تأخذني عوالم الكلمة لأجدني أعبر عن ما يدور بذهني عبر الحرف لذا وجدت متنفسي ومتعتي في هذا العالم المتجدد واللا متناهي من الاكتشافات.

عدد جيد من البقع في جغرافيا كوكبنا الأزرق تركت أثر وبريق ما في الذاكرة، منها بوطني الأم، أمدرمان والخرطوم بحري واد مدني وجزيرة توتي ..

هناك دافع للكتابة مؤرق حقاً، لا يمكن الجزم بأن ما أقدم من أعمال أجده مرضي لشغف يعتمل بوجداني، مع ذلك أقول الحمدلله.

أكتب عادة على مفتاح الحاسوب اللوحي ومبدأ حرق ورق الإبداع وإعتزال الكتابة أجده أمر لا يوافق مبادئي والتعبير الإبداعي ولا أجد أن هناك أمر جازم حول هذا الشأن. مؤكد تحدث وقفات متفاوتة المدة الزمنية هي صمت عن الترقين ومباشرة عمل سردي ما كتابة ولكن هذا الصمت يوازيه عالم من الصخب قراءة وحركة بحث وسعي نحو اكتشافات تتعلق بالطبيعة والأدب والثقافة والفنون. جميل ومهم أن العمل على أنسنة حياتنا بالتواصل والتعاطي مع واقعنا بموضوعية وحيوية.

قد أغبط بعض الكتاب على أعمالهم ولكن أن أتمنى كتابتها مؤكد لا، فكل له عالمه واسلوبه ونهجي الذي اسلكه مع مشروع الكتابة للمستقبل يحقق لي مسارات جديدة ومبتكرة تشغلني بشكل مستمر لتقديم أعمال مبتكرة تماماً ما أمكن. لا طقوس خاصة وقتما شعرت بأن هناك لحظة مواتية للكتابة أتوجه نحو الحاسوب اللوحي وأبدأ .. لا يهم المكان أو التوقيت.

المبدع والمثقف جزء من منظومة، تشمل جميع الأطراف في مكان وحقبة ما كل له دور والمشاركة في تفاصيل المجتمع مهمة وكذلك تجاوز الراهن أيضاً مهم. يبقى الأمر يعتمد على درجة الوعي والخلفية الثاقفية للكاتب والمثقف وكذلك درجة موهبة ومهارة المبدع. مجملاً الإبداع الكتابي مسؤولية ومن يراها مجرد ثرثرة لأجل الترفيه والمتعة الوقتية فليكن ومع ذلك لنتفكر ماذا لو كان جميع الكتاب يكتفون بهذا الدور.

عزلة إجبارية وربما حرية أقل قد تعادل في موازين المنطق موت بطيئ.

وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة للكاتب؟ العزلة الاختيارية جنة لكاتب والانخراط في العلاقات الإجتماعية والزحام جنة لكاتب آخر. المهم الراحة النفسية وأمر آخر اجده مهماً وهو السلام الداخلي متى تحقق سيكون الإنسان في تصالح مع ذاته ومع من حوله ويمكنه التركيز في عمله أياً كان.

لو نظرنا للأمر بشيء من المثالية، العزلة مع توفر الحرية قد تحقق وهج الإبداع، يبقى الأمر نسبي لحد ما.

الحقيقة كثيرين هم، منهم لوناردو دافنشي، لماذا؟ هو تحديداً لديه درجة من العبقرية مذهلة اتمنى محاورته في أمور تتعلق بأعماله وبعض المسائل الإبداعية والفكرية.

سلسة محكمة من الأسباب المتسلسلة جعلتني على ما أنا عليه اللحظة، تجريب أمر جديد قد أجد متعته في تخليق عوالمه عبر السرد. عادة أفعل ما أشاء ويوافق قناعتي ودوماً لدي مساحة جيدة من الاختيار، الحمدلله.

كل منا له طاقة تخصه وكل منا له ثقافته هناك من ينظر للأمر وجود مادي وغياب مادي وهناك من يراها وجود مادي ومعنوي معاً لذا الغياب المادي قد يمضي ويترك الجانب المعنوي. المعضلة في من يرى الأمور معنوية صرفة وغيابها هو من عليه التحكم في أثره.

فلك الرواية كانت العمل الثالث كتابة والأول في النشر. فكرة العمل مبنية على الوجودية وأثر المادة في إنسان اليوم ومتغيرات العصر التي تحدث بتسارع غير مسبوق في حياة سكان هذا الكوكب. جمعت خيوط العمل وبدأت الكتابة في ذات المكان والزمان فقط حين أتيت لنقطة البداية في النشر تأملت ما كان متوفراً لدي من أعمال مكتوبة، وأمام سؤال كيف لي أن أدشن مطلع مشروعي في عالم السرد والذي اسميته (الكتابة للمستقبل). وقع اختياري على فُلك الغواية لما تحمله من معالم واضحة أن العمل المقدم يحمل سمات هذا المشروع.

المساواة في الحقوق بين الجنسين تعني التنازل عن حقوق من قبل المرأة لتكون في صف واحد مع الرجل.

المجتمعات التي توصف بأنها ذكورية وصلت لهذه التسمية بسبب قوانين حقبة ظلامية هي ذاتها أجحفت بحق الرجل لتضعه في موقف الاتهام وفتح ملفات وتحقيقات في ردهات المحاكم الإنسانية ليس فقط في اقليمنا بل ربما في جميع الدول.

عليه أؤمن بأن تنظيم الحياة في مجتمعاتنا يشمل المرأة والرجل ونحتاج حقاً إلى جرعة من القوانين الإنسانية لنصرة قضايا كلاهما بنهج موضوعي وعلمي يحقق التوازن المنشود ما أمكن.

الطبيعة البشرية السوية تميل إلى الإبداع والتعبير الإبداعي. ما وصلنا من أثر لحضارات سابقة أثبت وجوده عبر الأثر الإبداعي المكتشف.

الإبداع أداة في القوة الناعمة إن جاز التعبير لأي مدى يعبر عن المجتمع يركن الأمر إلى عقلية وثقافة المبدع وهناك عنصر مهم في عملية الإبداع وهو القارئ وياحبذا أن يقدم القارئ نقده في قالب علمي محايد وموضوعي ليستفاد مما قدم.

الإبداع متنفس صحي للجمتمع بدون شك. صانع القرار له أن يواكب ما يعرض عبر الإبداع ليرى بعينه ما تقدمه عقلية حساسة تتناول الشأن الإنساني وتعرضه بشكل يتسم بالمتعة والفائدة ربما.

تطبيقات التواصل من أدوات الإعلام الجديد. كيف يوظف ؟ يعتمد الأمر على كل من يعتلي هذه المنصات وما يرغب في تقديمه، نصبعينه الفئة المستهدفة والمحتوى.

يمكن جداً أن ينجح المحتوى في نقل فكرة مهمة وممكن جداً أن يكون مساحة لنشر أعمال إبداعية لشريحة عريضة من المتلقين. يبقى فقط ماذا يعرض وما الهدف من عرضه وجدواه.

مؤكد عامل الإحساس بالمسؤولية مهم جداً ولا ننسى أن كل قارئ لهذا المحتوى يعتبر نفسه ناقداً وبشكل مباشر يعرض رأيه.

هذه أمور نسبية لا يمكن حصرها. سأتحدث فقط عن الذكريات الجميلة، منها أجمل اللحظات تلك التي تجمعني بأسرتي وأهلي وأصدقائي وكذلك إنتهائي من كتابة أي عمل جديد ورؤية منجزي بين يدي بغلاف يحمل عنوانه.

كل عام والجميع بخير وصحة وسلامة وعساه عام قادم جديد يحمل لنا ولكم كل ما يسعد القلب ويسر الخاطر.

لكم الشكر ووافر التقدير،

آن الصافي