الشاعر رضوان بن شيكار يستضيف الكاتب أحمد السقالي في زاويته أسماء وأسئلة

أسماء وأسئلة : إعداد وتقديم : رضوان بن شيكار
تقف هذه السلسلة من الحوارات كل اسبوع مع مبدع اوفنان اوفاعل في احدى المجالات الحيوية في اسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد انتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيف حلقة الاسبوع الكاتب أحمد السقالي
1. كيف تعرف نفسك للقراء في سطرين؟
أحمد السقالي مواليد الناظور منذ 1956، بدأت مشواري المهني كرجل تعليم في ثارگيست عام 1982 والآن متقاعد في أزغنغان
2. ماذا تقرأ الآن؟ وما هو أجمل كتاب قرأته؟
أقرأ في هذه الأيام كتاب “علاج شوبنهاور” لصاحبه إرفين د. يالوم، وهو نفسه مؤلف أحسن رواية “عندما بكى نيتشه” فقد استولى على شغفي بالمطالعة هذا المبدع لأنه يمنح لي تغذية راجعة جيدة ويجعلني دائم القرب بشعبة الفلسفة والسرد الأدبي الروائي وهذا الدمج بين العالمين يعجبني كثيرا!
3. متى بدأت الكتابة؟ ولماذا تكتب؟
بدأت الكتابة عندما كنت طالبا بفاس وأنا لا أكتب بانتظام، وإذا اتفق وكتبت فلأن شيئا ما قد تناسل في رأسي بفعل تمثلاتي بالمطالعة والانخراط في الواقع ومجريات الأحداث
4. ما هي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين إلى التسكع في أزقتها وبين دروبها؟
لكل مدينة نكهتها الخاصة ولفاس وأزقتها حنيني الكبير فقد كان أول ما نزلت نزلت بها وهي التي تسكنني أكثر
5 .هل أنت راض على إنتاجاتك وما هي أعمالك المقبلة؟
إلى حد ما أنا راض على قلة بنات أفكاري التي نشرتها هنا وهناك أقصد في مختلف المواضيع ولو شئت أن أكون راض تماما لما انتهيت، لذا أنا بصدد تهييء عمل آخر في الفكر والنقد
6 .متى ستحرق أوراقك الإبداعية وتعتزل الكتابة؟
متى سأحرق أوراقي وأعتزل الكتابة ؟! مثل السؤال متى سأصاب بالشلل والإعاقة التامة حتى لا أقول متى سأموت؟! نحن البشر خلقنا للتفكير والتسفير فما بالك برجل تربية وتعليم !وهذا يقودنا إلى السؤالين 7 و 8
7. ما هو العمل الذي تمنيت أن تكون كاتبه؟ وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟
أحاول في كتاباتي الفكرية والقصصية اقتناص القيم الهاربة في العلاقات الاجتماعية وأصوغها في قالب جمالي يروق الذوق يخلد المعنى والمبنى ولا أكتب إلا في حالات الخلوة بعيدا عن أجواء الصخب والاضطراب وأطمح لتأليف مقرر دراسي في الفلسفة على غرار كتاب “دروس في الفلسفة” لمحمد عابد الجابري والعمري والسطاطي، فالأعمال الناجحة تنجز في هدوء تام مثل أعمال محمد شحرور في “الكتاب والقرآن:قراءة معاصرة”و “النزعات المادية في الفكر العربي والإسلامي” لحسين مروة
8. هل المبدع والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها أم هو مجرد مغرد خارج السرب؟
هذا هو السؤال الإشكالي الذي يراود كل مثقف عضوي مقتنع بدور المفكرين والمبدعين عبر التاريخ ! كيف يمكن استعادة هذا الدور في عصر الحداثة والتكنولوجيا السيبرانية؟ كيف يمكن إيقاف هذا الإكتساح العارم للسلطة والثروة المادية لمناحي الحياة؟ إن إمعان وسائل الإعلام وكل المؤسسات الايديولوجية في إنتاج وترويج القيم المادية الاستهلاكية في ظل نمط الإنتاج الرأسمالي هو المؤدي إلى انهيار القيم الفكرية الثقافية والفنية في كل مجالاتها وبالتالي إلى جعل المثقف والمبدع محط حسرة وشفقة يشعر بأنه يغرد خارج السرب خصوصا في زمن سمارتفون … لكن أمل تخليص الإنسان من ربقة الاستعباد المادي والاستيلاب الهوياتي يظل قائما طالما بقي هناك إبداع يسمو بالإنسان في أفق استكمال انسانيته
9. ماذا يعني لك العيش في عزلة إجبارية وربما حرية أقل؟ وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة للكاتب؟
عزلة اجبارية، حرية اقل ! (بعيدا عن بروتوكولات كوفيد 19!) بصفتي كاتب من الهواة متشبع بالفلسفة الوجودية من نموذج سارتر وهيدجر… لا أتصور نفسي كاتبا “منعزلا” عن الآخرين، أصنع حريتي وأتقاسمها مع محيطي وأعتقد أن كل الكتاب المغاربة مثلي يرقصون في أغلالهم بعد أن ولى زمان العباقرة أمثال نيتشه واسبينوزا أو فان كوخ وموزار وقليل ممن عاشوا في عزلتهم الاختيارية
10. شخصية من الماضي ترغب لقاءها ولماذا؟
إنه فريدريك نيتشه لأتعلم منه عن قرب كيف أواجه وحدي قدري ومصيري بقناعة تامة وبلا ندم ولا أسف
11. ماذا كنت ستغير في حياتك لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟
لو أتيحت لي فرصة البدء من جديد كنت سأختار مرتعا خصبا قريبا من الماء وأصير فلاحا يعيش على الفطرة والطبيعة
12. ماذا يبقى حين نفقد الأشياء؟ الذكريات أم الفراغ؟
لا يفقد المرء شيئا لا يتملكه حتى لو كان في وقت من الأوقات يتشبث بذلك الشيء ويستمتع به، كل ما في الحياة يمضي وتبقى الذكريات تجيء ولا تؤذي؛ فأنت ترى مثلا إلى تلك الشجرة (الحياة) كم مرة أثمرت (الذكريات) ولم يحصل الفراغ بل ديمومة
13. صياغة الأدب لا يأتي من فراغ، بل لا بد من وجود محركات مكانية وزمانية. حدثنا عن مجموعتك القصصية الصادرة مؤخرا (سفرالذاكرة ).كيف كتبت وفي أي ظرف؟
“سفر الذاكرة” توثيق لمسيرة كتابة تفاعلية تمتزج فيها الذات بالواقع وهي باقة من قصص تقف عند لحظات سفر طويل عبر محطات زمكانية مختلفة أخترت له لغة وأسلوبا مرحا يبعث على الفكهة وقليل من السخرية رغم جدية الرهانات والمضامين
14. ما جدوى هذه الكتابات الإبداعية وما علاقتها بالواقع الذي نعيشه؟ وهل يحتاج الإنسان إلى الكتابات الابداعية ليسكن الأرض؟
يحتاج الناس أكثر من أي وقت مضى إلى ما يوقظ فيهم شعلة الوعي بالذات وقاية من الانحدار والانغماس في وحل الحياة المادية ولا يضطلع بهذا الدور غير الآداب والفنون الجميلة، خارج الكتابات الإبداعية لا يمكن للمرء أن يسكن الأرض بصفته إنسان أسمى ما فيه هو الروح، وبالتالي فالمساهمة في تأثيث المكتبة المغربية وإثرائها بالقيم الأدبية والجمالية فيه تغذية لهذه الروح كما فيه أيضا تحريض للعقل على نبذ القبح والذل ورفض السقوط في مستنقع الاستعباد والاستيلاب متعدد الأبعاد
15. هل يعيش الوطن داخل المبدع المغترب أم يعيش هو بأحلامه داخل وطنه؟
العلاقة جدلية بين المبدع والوطن وكلمة “مغترب” الاعتباطية فيها شيء من التجني ولا تليق بمقامه، وإلا كيف نصفه بالمبدع إذا كان لا يحلم بالورد والخبز والزيت لوطنه! حتى إذا كان المبدع يسري بعيدا ويتطلع الى العالمية فإن منصة انطلاقه هي الوطن وهو لا يتطلع ويحلم كثيرا إلا من أجل وطنه ولذلك فإن عقل المبدع ومخياله محكوم بالرجوع دوما الى مهد أحلامه
16. كيف ترى تجربة النشر في مواقع التواصل الاجتماعي ؟
مواقع التواصل الاجتماعي تحققت كنتيجة حتمية للتطور الذي عرفته تكنولوجيا التواصل في ظل العولمة وهي بدعة حسنة لابد من استعمالها واستثمارها، وإذا كانت قد أثرت سلبا على ثقافة القراءة الورقية وقلصت كتلة القراء وساقتهم الى متاهات الصور فإنه لا مفر من التكيف وابداع طرق مدمجة تقويما وتصحيحا لكل اعتلال…
17.أجمل وأسوء ذكرى في حياتك
لا تطيب الحياة الرتيبة إذا صارت كلها أحداث جميلة أو كانت كلها سيئة، وما دام الزمن يمضي والذكريات تجيء ولا تؤذي فإن ذكرياتي الجميلة لا تعد ولا تحصى والسيئات قد نسيتها
18. كلمة أخيرة او شيء ترغب الحديث عنه
إن نهضة قيمية شاملة تدشنها الدولة كفيلة بإعادة الاعتبار لكل أشكال الإبداع الجمالي وفي هذا الاطار تعتبر المدرسة البؤرة الخصبة لبناء ونشر القيم التي نريد. كما على الأطراف الأخرى من جمعيات ومنظمات حقوقية وسياسية وشبابية أن تساهم في هذا الورش الإنساني الكبير
شكرا لك سيد رضوان بن شيكار وتحية أخوية لكل متتبعات ومتتبعي صفحتك الزرقاء مع متمنياتي لك بالتوفيق في دورك الإعلامي ومسيرتك الأدبية

عن رضوان بن شيكار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!