تحقيق صحفي عن: شاعر العامية والأغنية الراحل- المصري القدير (شوقي حجاب)
أجرى التحقيق الكاتب المصري/ مصطفى علي عمار
التقينا بكبار الشعراء والأدباء العرب
وطرحنا عليهم هذه الأسئلة:
ماذا ترك شوقي حجاب من إبداع وخاصة لكتاب الطفل وهل ترى تجربته الشعرية لها تأثير ملموس في الحياة الأدبية في الشعر والأغنية وكتاباته للطفل؟ وكشاعر ماذا استفدت من تجربته وماهو مايؤخذ عليه؟
★ الشاعر مختار عيسى
نائب رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر
لم تكن علاقتي بالمرحوم المبدع الكبير شوقي حجاب لتنحصر في متابعة مايقدم من كتابة وفن واهتمام خاص بالأطفال كما هي علاقات الآلاف ممن يقدرون عاليا ماقدمه خلال سنوات عطائه الكبيرة ، لكن امتزاجا إنسانيا كدت أحس معه بتطابق روحينا الإبداعيتين وموقفينا من العالم والناس والأشياء لدرجة أذهلتني عند لقائي المباشر به في بعض المناسبات الثقافية أو الجلسات الخاصة حول عدد من الموضوعات و الفعاليات ، ولعل هذا ما دفع اندهاشتي قليلا إلى الوراء وهو يكاد يصرخ في وجهي بحضور عدد من الأصدقاء وبعد أن استمعوا إلى عدد من نصوصي الشعرية بالفصحى أو بالعامية المصرية ؛ وإذا به يعلو صوته قائلا لي : انت كنت فين ؟ فلما أخبرته أنني كنت مسافرا لفتنرة طالت للعمل في دولة الكويت الشقيقة ، صب تعليقه مستنكرا أن تأخذ الكويت منا هذا الرجل ، ثم عاد وكرر موجها عتابه الصارخ إلى مصر : كيف فرطت في هذا الشاعر ، الحقيقة أنني ظننتها مجاملة عابرة من مثقف كبير ، لكنه في أكثر من مناسبة كان يشعرني بصدق ماقاله متحسرا على هجرة الكفاءات إلى خارج البلاد ، و في مناسبة أخرى حول ” دراما بلاحدود ” وكان العمدة الرئيس في الفعالية بحضور مؤسستها ، ولأن هناك مالم يكن راضيا عنه ، لأنه لا يبغي إلا الفن والثقافة مجرتين من أية أهواء أو مطالب أخرى، كان له موقف جدير بالإكبار ، كاشفا عن معدن مصري أصيل ، ومثقف نبيل ، لاتستهويه الأضواء وهي ساعية إليه ، ولا يتوخى غير نبالة القصد ، و إعلاء القيم التي حرص على تقديمها عبر كتاباته وأعماله الفنية
حقا كان شوقي حجابا حاجزا بين الصدق والافتعال ، بين الحقيقة والإدعاء
رحم الله الصديق الغاليوجزاء عما قدم للإنسانية ماهو أهل له .
إختار الشاعر شوقي حجاب.. منطقة خاصة.. و صعبه.. ليثبت وجوده فيها.. حيث لم يستطع أي أحد.. أن ينافسه أو يحاول ذلك
كان رحمة الله عليه رقيقا.. مهذبا.. محترما.. و.. كل هذه الصفات الرائعه.. عطلت مسيرته بالنسبة للوصول باسمه للمتلقي العادي حيث كان مقلا في الظهور.. من خلال البرامج التليفزيونية.. و الإذاعية. التي تقدم كل من هب و دب.. لولاكم.. ما كنت سأعرف أنه انتقل رحمة الله عليه إلي حياة أخري أكثر أمنا و راحة
مات الشاعر شوقي حجاب.. ليترك لنا فراغا.. لا يستطيع أي أحد أن يحتله
رحمة الله علي شاعرنا الكبير شوقي حجاب.. الذي رحل في هدوء..كما عاش في هدوء.. دون أن يشكو.. أو يطلب المساعده.. في الأوقات التي كان يحتاج فيها للمساعدة
★الشاعر والباحث المصري عبد الستار سليم
عن عمر ناهز ال 77 عاما ، وبعد صراع مرير وطويل مع المرض ، رحل عنا اليوم الأربعاء السادس والعشرون من يوليو عام 2023 م ، الشاعر الكبير شوقى حجاب ( الأخ الأصغر للشاعر الراحل سيد حجاب ) رحل عنا ذلك المبدع ، متنوع الإ بداع ، و ثرىّ العطاء ، رحل شوقى حجاب الذى أحب أدب الطفل وأبدع له الشئ الكثير، لقد عاش الشاعر عمرا ممتلئا بالثراء الإبداعى، والاهتمام الأدبى والثقافى ، فهو الشاعر والمخرج المصرى الفنّان ، كتب الشعر والأغنية للكبار، إلا أن الكتابة للطفل كان لها النصيب الأكبر فى اهتماماته ..
كتب ما يزيد على الألف أغنية ، وقد أحب الطفل و أدب الطفل وأبدع فيه الشئ الكثير وله الكثير من الأغانى المعروفة والمتميزة ، فهو شاعر الطفل ، و مبتدع شخصية “بقلظ” مع الإعلامية نجوى إبراهيم ، مما جذب الأطفال والكبار لسنوات طويلة ..
وُلد شوقى حجاب فى المطرية – دقهلية عام 1946، و قد تربى فى كنف أب أزهرىّ ، عاشق للثقافة ، كان يقتنى الكتب ، و كان يكتب الشعر، ومن هذه المكتبة ، ومن والده أيضا ، تعلم الابن العروض الشعرى وإتقانه ، ومن ثم كتابة الشعر .. كما تميز هذا الشاعر بإبداعه فى مجال البرامج والدراما التليفزيونية ، وكذا فى مسرح الطفل ، ودرس الإخراج بمعهد السينما ومارسه ، وترك لنا تراثا واسعا يشهد له بالتفوق ، وبالتميز ..!
رحم الله الراحل شوقى حجاب !!
★ عبده الزراع– شاعر وقاص مصري
برحيل الشاعر الكبير شوقي حجاب، يظل مكانه شاغرا ومن الصعب بمكان أن يملأه شاعر آخر، فقد ملأ الدنيا غناء وبهجة وأسعد ملايين الأطفال في مصر والعالم العربي، تربي جيلى والأجيال السابقة على اغانية وبرامجه وشخصياته التلفزيونية.
فقد ترك للحياة الأدبية والفنية تراثا ثرا سيعيش طويلا في الذاكرة، بداية من كتاباتة للأغنية التي تحمل بصمة شوقى حجاب ، فكتب مئات الأغاني إذ ترك ما يربو على مائتى أغنيه للأطفال ، بالإضافة للاغاني التي كتبها في البرامج والمسلسلات والأفلام ، وغنت له صفاء أبو السعود ، ومنى عبد الغنى والعديد من المطربين والمطربات.
وقد وقعت في غرام أغاني عمنا شوقي حجاب وعشقتها وفتنت بها، لبساطتها وجمال لغتها العامية الرائقة المتولدة والمتكأة على التراث والموروث الشعبي الغنى، وخيالها الجامح، وموسيقاتها العذبة.. وفي رأيي أن ميلاده وفترة صباه التي قضاها في المنزلة دقهلية تشرب الموروث من أغاني الصيادين تلك البيئة الخصبة التي انضجت موهبته وشحذتها بكل هذا الجمال.
وحينما كتبت أغاني وقصائد للأطفال كانت أغاني عمنا شوقي حجاب نصب عينى، وقد تميزت في هذا اللون من الكتابة الشعرية، وفزت بجائزة الدولة التشجيعية في أغاني الأطفال من سن ٦: ١٠ سنوات، فالفصل يرجع للإذاعة المصرية العريقة التى حملت لنا عبر الأثير أغاني عمنا شوقي حجاب، ثم التلفزيون من بعدها..
لم يكتف العم شوقي بكتابة الأغنية فقط للأطفال الذي تفرغ لهم كلية رغم أنه شاعر كبير في العامية المصرية للكبار.. ولكن في الحقيقة مكمن موهبته الأصيلة والمتفردة بدت جلية في الكتابة للأطفال.. كتب أيضا عددا من القصص وأبرزها (مغامرات دقدق) التي نشرها كومكس مسلسل فى مجلة قطر الندى ، ثم نشرها من خلال مكتبة الأسرة في سلسلة فى (٢٥) جزءا برسوم الفنان الكبير عبد الرحمن نور الدين..
علاوة على أنه أخرج للتلفزيون المصري بعض مسلسلات الأطفال باعتباره درس الاخراج والتمثيل فى معهد السينما باكاديمية الفنون.. وللأمانة أقول: أنه كان معجونا بأدب وفن وغناء الأطفال.. كما كتب أيضا بعض مسرحيات الأطفال ومنها مسرحية (فركش لما يكش) من انتاج مسرح العرائس، واستمرت سنوات طويلة تعرض بنجاح منقطع النظير.. رحمة الله عمنا شوقي حجاب.. الذي سيظل عائشا في وجداننا طويلا نستمتع بأغانيه المتفردة للأطفال.
★ الشاعرة والإعلامية د/ ولاء حجازى. مصر
رحل منذ قليل الشاعر الغنائي المصري الكبير شوقي حجاب ابن مدينة المطرية محافظة الدقهلية وأبرز رواد أدب الطفل عن عمر يناهز ٧٧عاما والذي نشأ في أسرة شعرية متعلمة و مثقفة وهو الأخ الأصغر للشاعر الراحل سيد حجاب وله الكثير من الأغانى مع كبار الفنانين ، كما ابتكر الكثير من شخصيات العرائس في مسرح الطفل منها: أرنوب-دبدوب-دقدق-الأراجوز-بقلظ وغيرها ، وأصدر عدة دواوين شعرية وتم تكريمه عدة مرات في مهرجانات مختلفة ،وحصل علي جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام ٢٠٢١
رحل شوقي حجاب بهدوء وهو من كان ملء السمع والبصر .
١- ماذا ترك شوقي حجاب من إبداع وخاصة لكتاب الطفل؟
ج/هو من أبرز رواد أدب الطفل في البرامج والدراما ومن أهم الشخصيات المؤثرة في الوطن العربي حيث ابتكر الكثير من شخصيات العرائس في مسرح الطفل منها: أرنوب-دبدوب-دقدق-الأراجوز-بقلظ وغيرها.
٢-هل ترى تجربته الشعرية لها تأثير ملموس في الحياة الأدبية في الشعر والأغنية وكتاباته للطفل؟
ج/ نعم بالتأكيد فهو إلي جانب اهتمامه الكبير بالطفل والمسرح والإخراج له العديد من الأغنيات التى تغنى بها كبار أهل الفن والطرب.
٣_كشاعر ماذا استفدت من تجربته؟
ج/ ضرورة الاهتمام والالتفاف لأدب الطفل وتنمية جوانب نموه لمختلفة وتسليط الضوء علي مسرح الطفل.
٤-ماهو مايؤخذ عليه؟
ج/ لا شيء وأتوجه بخالص العزاء والمواساة لأسرة الفقيد وذويه ومحبيه وجمهوره والوسط الفنى والثقافي في مختلف أنحاء الوطن العربي
★هالة محمود أحمد. روائية وشاعرة مصر. اسكندرية
رحم الله شوقي حجاب وشقيقه سيد حجاب اللذان تربا في بيت مثقف عاشق لأدب والفن.. ذلك الرجل الذي أثرى الحياة الثقافية للطفل بأغانيه التي كان معظمها للاطفال وبشخوصه التي ابتكرها وأحبها الأطفال جدا مثل دقدق، ضاضا العضاضة، والأراجوز بسبس هو، والأراجوز فركش فرفوشة، وكوكي كاك.. وغير ذلك الكثير…. برحيل الشاعر الفنان ستوجد فجوة كبيرة في الكتابة للأطفال لا نعلم من سوف يسد هذه الفجوة دون تكرار او تقليد.
بكل تأكيد تجربته لها تأثيرها وشهرتها ومكانتها بين الصغار والكبار.
أنا روائية أكثر من شاعرة.. لكني استفدت منه ان أعمل على نفسي دائما دون كلل او ملل حتى أبدع دائما بكل ما هو جديد وغير مكرر.
★عائشة جلاب شاعرة–الجزائر
يعتبر الشاعر شوقي حجاب الأب الروحي لعدة أجيال متعاقبة،مصرية وعربية،وهذا لانه اعطى الكثير لإشباع روح الطفل العطشى ،وكأنه نهر متعدد المنابع،فقد عرف كيف يدخل لنفسية الطفل من خلال تعدد منابعه شعرا ومسرحا وقصة،حيث كان اسلوبه مشبعا بالدهشة والخيال المنكقي البعيد عن السذاجة والبساطة التي لا تصل الى نتيجة.
خاصة وان الطفل هو الركيزة الاولى واللبنة الأساسية التي تبنى عليه المجتمعات مستقبلا، وهو البذرة الاي تؤتى ثمارها إن كانت صالحة،وإن سقيت بماء زلال ونبتت في تربة سمادها الأخلاق الحميدة والمثل العليا.وهذا ما استطاع شاعرنا شوقي حجاب الوصول إليه .
ولا يوجد شاعر عربي،لم ينهل من منبعه,ولم يطعم من ثماره التي نثرها في كل القلوب والدروب.
ومما لا شك فيه،ان لا احد يستطيع الوصول إلى قلب الطفل وفكره إلا من مان قلبه طفلا مليئا بالنقاء والبياض،فقد صنع الشاعر والكاتب والمخرج شوقي حجاب عالما او كوكبا للطفل يحد فيه ما يتمناه وما يصبو إليه من جمال وإبداع وطمأنينة،فقل ما نجد شخصا او مبدعا تجتمع فيه كل هذه الخصال،كتابة وغناء وإخراجا .فهو من قيل عنه(لقد بلغ من الطفولة عتيا)أي انه كلما كبر كلما بقي قلبه وقلمه فتيا مليئا بالقوة والإرادة وحب الجمال.