أسماء وأسئلة: إعداد وتقديم رضوان بن شيكار
تقف هذه السلسلة من الحوارات كل أسبوع مع مبدع أو فنان أو فاعل في إحدى المجالات الحيوية في اسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد إنتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيف حلقة الأسبوع الشاعر العراقي عامر الطيب
1 كيف تعرفّ نفسك للقراء في سطرين؟
عامر الطيب شاعر عراقي تولد مدينة الصويرة/ واسط ١٩٩٠ صدرت لي خمس مجموعات شعرية إلى الآن.
2 ماذا تقرأ الآن، وماهو أجمل كتاب قرأته؟
– أقرأ الآن كتاب التاوية ، لاوتسو و تشوانغ تسو الذي ترجمه و قدم له المفكر الراحل هادي العلوي، لا يوجد كتاب ينفرد بهذه الصفة لأن القراءة نشاط تراكمي و ولو عرفنا أجمل كتاب قرأناه لتوقفنا عن القراءة حتماً.
3 متى بدأت الكتابة ولماذا تكتب؟
– منذ الطفولة بدأتُ الكتابة لكنني بالطبع لم أكن أعرف لماذا أكتب؟ كان الأمر طفولياً و عفوياً ،و لعلي أكتب الآن للحفاظ على الطفولة ذاتها.
4 ماهي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين إلى التسكّع في أزقّتها وبين دروبها؟
– لم أزر مدناً كثيرة بعد، إذن أي مدينة فيها أصدقاء مرحون حالمون و مفاجئون و فيها أنهار و نساء جميلات أيضاً تفي بالغرض.
5 هل أنت راض على إنتاجاتك وماهي أعمالك المقبلة؟
– الأمر لا يتعلق بالرضا أو بعدم الرضا لو رضيتُ أو لم أرض لما أتيح لي أن أكتب، الكتابة عمل بالنسبة لي ،يجب أن أكتب لأعيش ،لأحرك جسدي و حواسي . الأهم أنني سعيد لأنني صرتُ ما أنا عليه الآن، فكرتُ قبل أربعة أشهر لو لم أكن شاعراً فماذا سأكون؟ أحسستُ أنني لا أنفع للمهن و الفنون الأخرى كلها .
6 متى ستحرق أوراقك الإبداعية وتعتزل الكتابة بشكلٍ نهائي؟
– ولماذا أفعل ذلك؟ إنها أنانية و ذهان خائب، ثم ألم تعد تلك الأوراق ذكريات قراء كثر أمن اللائق أن أفعل ذلك إذن؟ حسناً أنني لا أحب أن أتخلى عن كلمة من كلماتي .
7 ماهو العمل الذي تتمنى أن تكون كاتبه، وهل لكِ طقوس خاصّة للكتابة؟
– لا توجد طقوس خاصة غير أن الموسيقى ترافقني وأنا أكتب هل نسمي هذا طقساً؟ عمل أتمنى أن أكون أنا كاتبه سيكون عملاً فاشلاً كونه لا ينتمي لي ولا يحمل شغفي و ألمي و نسياني ، أنا أحب أن أصنع الأشياء التي أتمناها بنفسي!
8 هل للمثقّف دور فعليّ ومؤثر في المنظومة الاِجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها أم هو مجرّد مغرّد خارج السرب؟
– أنا لا أحب أن أتحدث عن دور المثقف أو الشاعر أدع لهؤلاء الحديث عن أدوارهم الآن و غداً. يمكنني أن أتحدث عن دوري الصغير فهو أن أكون محباً و مبشراً بالجمال و السلام ، مكتفياً بنفسي و أصدقائي و أهلي عن العلاقات الشائكة التي تلوث حواس المثفقين. لنفترض أن الحياة فيلم عندئذ ألا يكفي البطل أن يكون طيباً ؟!
9 ماذا يعني لكِ العيش في عزلة إجبارية وربما حريّة أقلّ بسبب الحجر الصحيّ؟ وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة للشاعر؟
– أنني أعيش حياتي ذاتها قبل الكورونا لا أخرج إلا للضرورة و ها أنا أفعل الأمر ذاته ، لا يعني أنني لا أحب المدن و ملامح الناس و السيارات و الأضواء أحب كل ذلك لكنني لا أود أن أعتاد على حب الأشياء. كفى لقد اعتدتُ على حب حياتي هذه و انتهى الأمر. ما يقيدنا أو يحررنا موجود في داخلنا أما تلك الانسدادات الطارئة فإنها تعيق حركتنا فقط.
10 شخصية من الماضي ترغب لقاءها ولماذا؟
– أود أن ألتقي أصدقائي الأحياء و صديقاتي الحلوات اللواتي تعرفت عليهن في الفيسبوك، هل تود أن أقول لك أنني أرغب بلقاء فولتير أو المعري أو ابن عربي أو لوتر يامون؟ حسناً لن أقول ذلك لأنني لا أتمناه حقاً كل هؤلاء موتى و منذ زمن فهنيئاً لمن يحلم مثلي بلقاء الأحياء!
11 ماذا كنت ستغيّر في حياتك لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟
– لن أغير شيء ،حياتي تعجبني، كل ما فيها ينتمي لي، الحب و الحزن و المرح و الأخطاء، العلل و الأسفار و النجاحات و العقبات كل شيء موجود بصورة أو بأخرى ليدعني أعيش قوياً و صافياً.
12 صياغة الاداب لا تأتي من فراغ بل لابد من وجود محركات مكانية وزمانية.كيف كتبت ديوانك الاخير :” البقية في حياة شخص آخر ” ؟
– كما أحكي معك الآن بشغف و موسيقى و نشاط كل ما أفعله أشعر للحظة ما أنني أكتب شعراً.
13 ماذا يبقى حين نفقد الأشياء؟ الذكريات أم الفراغ!
– الأشياء تبقى نفسها و لعلها تختفي من أعيننا فقط ثق إننا لا نفقد شيئاً .
14 ماجدوى هذه الكتابات الإبداعية وما علاقتها بالواقع الذي نعيشه؟ وهل يحتاج الإنسان إلى الكتابات الشِعرية ليسكن الأرض؟
– لا أعرف ما معنى جدوى، البحث عن جدوى إجتماعية أو أخلاقية أو نفسية يفقد الكثير من الأشياء معناها ثم إننا نكتب لأننا نحتاج الكتابة هل يحتاجها الآخرون مثلنا تماماً؟ لا أعرف.
15 ما الذي يريده الناس، تحديدًا، من الشاعر؟ وهل الشِعر مهنة؟
– الشعر نشاط إنساني هام و أزلي و أبدي ، ماذا يريد الناس من الشاعر؟ ينبغي أن نسألهم واحداً واحداً.
16 من هو قارئك؟ وهل تعتبر نفسك شاعرا مقروءاً؟
– أشخاص كثر يقرأون كتاباتي يحبونها و يحبونني و هذا يكفي بالنسبة لي.
17 كيف تري تجربة النشر على مواقع التواصل الاجتماعي؟
– تجربة رائعة ألم تكن سبباً بحوارنا هذا؟!
18 أجمل وأسوء ذكرى في حياتك؟
– وفاة أبي رحمه الله أعني أن الأمر كان صادماً بشكل شخصي.
19 كلمة أخيرة أو شيء ترغب الحديث عنه؟
– أود أن أشكرك و أبعث من خلالك تحية طيبة وحب للشعب المغربي الحبيب.