أنا وانتي، وثالثنا قمر حين احتجب محتال
تغطّى منّنا بْغيمة، وطفّى ضوّ قنديله
وليل ارخى سرابيله يخبّينا عن العذّال
وطوّل سمرته حتّى نسامر بعضنا الليلة
وهدهد كان يا ما كان بين قْلوبنا مرسال
يلملم شوقنا الثاير، ويتكفّل بتوصيله
وعشب اخضر فرش من تحتنا سندس يصفّي البال
وزهر الحبّ حاصرنا، وحاوطنا بتشكيلة
ونسمة تحمل العطر الذي في شعرها ما زال
يذكّرني بشمّ الأرض لا الوادي دَفَر سيله
وحارس يحميَ الوادي، وواقف وقفة الأبطال
بقوّة حين نام الكلّ جاب الذيب من ذيله
وصوت الصمت غنّى فوق روحين التقين موّال
شدَت به حولنا الأصداء من بيته لتقفيله
ويسكت كلّ شي فجأة، ويزلج كلّ ما ينقال
وما ييقى سوى شي ما معي لاجل اذكره حيلة
ويشرق فجر بعد الليل علّقنا عليه آمال
لقانا يكون تحت الشمس. ربّ اقضي بتعجيله