أشجار  الصمغ / بقلم : محمد جيب  – مصر

قد يتندر الحضور بقطرة ماء

تحتك بشفتيك فيلتئم العطش في أوله

ولكن تري هل يجفف الحرآجنة  بذور الصمغ ؟

/

في الحديث -الأخرس – بين اثنين كل

منهما يصعد ظهر الفرس ويطعن بالمجاز

/

تلوح في- البدء – بإصبع مبتور وترمق

الغياب وأنت تشق ثمر الندي بآنياب هرئة  !

فخذ من فازعتك قمة – الرهاب-  ولا تتخثر !

/

هم علي منحدرك أيضا يشعلون يقظة

الوعي المتكئ علي شراكة  المرافئ ويختارونك أيضا !

/

يلعقون أصابعهم الجافة ويغسلون دمهم الحار

ويصفون الشعير من مخالب الطين !

ويسفكون دم -الذرة – في الظهيرة وينتظرون الاعتراف !

/

ربما ليس بمقدور -الصمغ  -أن يجف في الشتاء

لتعثر ما في –هادر- ثقب تعطل قوسه في دفق  الخيال !

أو ربما لدورة متجددة في – الاختزال – المتأكسد الذي ينساب

منه –الأيض-  في نقطة مجهولة تحت سقف اللحظات

التي تعرقت بلا مبرر!

/

تصف حبيبتك في زهو -الفيكص – وموت الحديقة

بأنها كانت قديسة والأمهات العذروات علي الجانبين

يسقين الشجر المصلوب دما ويبتن ليلهن تحت وسادتك

وفي الإطار يعلونباح  الكلب  وتتعمق نبوءات النادبات

في الحلم  بصوت يقول كان وجه الولد حنطيا ووجبة

الطين حلوة المذاق في الطفولة !

/

الأماكن لا تموت في –كمياء-  متحولة  لوهج ٍالذاكرة !

والغرفة المتفسخة علي أوردتها لا تتسع لذكرين

من الفراش الداجن فكيف يغري الماء الشحم علي

التحليق بلا أجنحة وكيف للقعيد أن يطير سوي في الخيال؟

/

في البارحة كان لون الوردة الحمراء يتعافي

ويشد- الساقي- الأجير جرة قديمة  تحت طبقات الحذر

ونمنمة من خلاعة خطوط الرقعة المنسحبة وشئ ما

يعاند الظل الكئيب ولا يمل الساقي من عري الماء

وقتها لا غرة لقمر مهجور يقرب الناسخ من المنسوخ

في الهوامش !

/

لم لا يتهادن الشاطئ والمتفرج يعلن عن فزعه في

شفيرة النص فاضطر أن يصعد خشبة المسرح

ويقتل- الراوي-  ليعطل شرعية السريان وعلي كتفه

صقور  الحكايات الميته !

/

في الاستراحة يأخذك الطارق إلي قمم  الأشجار

ويرتاح علي- دم الفريسة – وتحسب الحرب دائرة

وهي رقود !

/

تموت عاما تلو العام قبل أن يصلك خبر المساء

في صحيفة مرتجعة من البائع الذي يقطع الطريق إلي الله

فينتظرك الحنين مجددا في أول مس من ريح امرأة تعبر الشارع

وترمي ثمرة من عرقها في وجه المنتظرين علي

محطة الباص !

/

في الصباح تسمع  تلاحم العصافير بالأسلحة الزرقاء

يتشاجرون علي خرق الأعشاش وعليك أن تجهز

لغتك لمن يضع بيضه أولا !

/

النائم في- خزانة-  التاريخ يهذب قش العش

وانت تفكر بعقل من رائش الزجاج ووظفيتك

المجهرية أن تراقب – ليونة – عجين الصمغ

وتسأل : هل تجفف أطوال الحر أحقاد أشجار  الصمغ ؟

/

ما عليك فعله أن تدفئ حليب الصمغ مع الغرباء

وتنتصر لتشبث- الإزالة – وتخسر الحرب

وتسمع عن بعد ضحك المتفرج الذي قتل الراوي

وفر بشفرات النص واضطراريا يتآهب المسرح

لترديد أصوات الصدي لأنه  عجز أن يجفف  الصمغ !

 

باحث أكديمي في علوم المسرح

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!