سِمةٌ سومانية
مِثلَ المنايا،
أرى الاشجانَ تقتربُ
مِثلي أراها نجومَ الليل ترتعبُ
..
لأنني من خُيوطِ الشَمسِ، تسألني
ذُرى الرياحينِ عن عِطري فأحتجِبُ
..
لا أشتهي الحُبَ، من اقداحِ فاتنةٍ
تُأرجِحُ الهَمَ في قَلبي وأنتحِبُ
..
خُذني إلى النيلِ أرسو فوقَ مَوجَتهِ
أُسامرُ النجمَ ، بالألحانِ انطربُ
..
هُنا التلاحينُ صِدرُ الماءِ يَقرأها
كشاعرٍ في يديهِ الشوقُ يَنكتبُ
..
ماذا أُسميكَ؟ يا لَحناً ، ويا لَغةً
تأرجحَا في هواها الحُزنُ والتَعبُ
..
ما أضمرَ الحُبُ شيئًا في أكِنتهِ
إلا بدا الشوقُ في العينينِ يَضطربُ
..
(تَعزُّ)لحنيَ و(امدُرمانُ ) قافيتي
(صنعا) غَرامي و(سومانيتي)هُدُبُ
..
هُنا أُحدِثُ نيلاً جاءَ من لُغةٍ
كادت رحيقاً من الفردوسْ تَقتَرِبُ
..
وما العجيبُ، اذا غادرتُ من لُغتي
أنا ومِثلي حُروف الشِعر تَغتربُ
..
كَثيرةٌ في فمي الأحداث أسجعُها
كنايةً عن مَرايا الرَملِ تنقلبُ
..
ماذا اُحدثُ عن( صنعاءَ) في كُتبي
وقد بدا في عيوني حُزنها العَذِبُ
..
يا( نِيلُ) مَهلاً ، يظلُّ الوقتُ مُتَسِعًا
كَي يَشرأبَ المدى والظِلُ يَنسَحِبُ
..
فوضى بعينيك، دَانٌ (حَضرميُّ) وفي
لَحنِ التُراثِ ، رَباباتٌ لها صَخَبُ
..
كم عذبَ الرقصُ مزمارًا وعازِفَهُ
وبَشَّرتَ بالأغاني ، النونُ والعربُ
..
في الضِفةِ الآنَ ، و(الخَرطوم) تحضنني
ماذا هُناكَ؟ أجابتْ : مِأزرٌ جَدبُ
..
باتتْ بهِ الأرضُ، كم زانت بِبهجتها
كما انتشت في رواسي بَرها السُحبُ
..
(إبٌ) ترى خُضرةَ الوديانِ مَبسمَها
و(مأرِبٌ) في فمِ التاريخ تَلتَهِبُ
..
(سِنَّارْ) تهوى حكايا النيلِ تُرهِفها
و(كُردُفانٌ) على صدرِ العُلى قِببُ
..
(نوباتيا) لم تسل( قُتبانَ )عن (سَبإٍ)
إذ ما جَنى الليلُ جُنَّ النورُ والشهبُ
..
من أنت؟ قل لي الآن في عجلٍ
أجبتُها : شاعرٌ ألهو وارتَقِبُ
..
قالتْ : مُقيمٌ؟
مقيمٌ هاهُنا سكني
بجانبِ النيلِ آتيهِ فأنصلِبُ
..
قالت ومن أين؟
قُلتُ
من هوى قومٍ
هُمُ المُلوكُ، همُ التاريخُ والأدبُ
..
قالت( يمانيُّ)؟ قُلتُ الفَخرُ والدتي
قالت أتهوى؟ أجابَت أرضي والنسبُ
..
قالت وماذا عن (السودانِ )، تَعشقها؟
أجبتُها والجوى في الروحِ يَنتشبُ
..
هيَ الغرامُ الذي ما فَزَّ من لُغةٍ
اَّلا وكانت على الاوراق تنسكبُ
..
دَعي غَرامي هُنا في النيلِ مُنبَلِجاً
ودَوِّني ، فالمدى اطيافُ تنحدِبُ
..
أنا البسيطُ على الابياتِ مُتزنٌ
ووجهتي الشعرُ والرمانُ والعنبُ
..
دُوماً سأبقا وسومانيتي سِمتي
مِثلي تماما يُكنى الماسُ والذهبُ