وجلست أحمل يارباب
أنين لحظات ٍ طوال
أرى الجدار يضيق / يسحق أضلعي
والباب يسخر من سذاجة أدمعي
والمقعد الباكي
مع الشباك
يطلب أن أجيب عن السؤال :
- كيف اقترفت الذنب
كيف
رجعت وحدك ؟
أصرخ :
- لم أعد
فأنا الفقيد
وكل ماالقاه بعد فراقها ضرب الخيال !
..
ورجعت من قعر الطريق
إلى رحابة حجرتي
كان الطريق يضيق بي
ويمل حسرة خطوتي
وظلام جدران البيوت يطل من عليائه
شوقاً لرؤية دمعتي
وبلادة الشرفات وهي كئيبة
والظلمة الحمقاء تطويها
وترهق نظرتي
والليل يسكن في البراح هناك
ملء خواطري
ويسامر الصمت المهيمن
راويا ً عن غربتي
وقيود حبك يارباب
تقيد النبضات
تكتب
فوق أرصفة الطريق
وفوق أجنحة السكون
وبين أفئدة الضباب
تقول رغم دموعنا
وجنوح مركبنا إلى عمق الفراق
فلن أفارق ناظريك
ولن تفارق مهجتي
…
أتراك ِ حقا ً يارباب
تسافرين مع الغياب إلى الدٌنا
أتراك ِ حقا ً يارباب
تودعين شموسنا
ونجومنا
وصفاء بدر ٍ كان ينصت حين يشرق همسنا
وتباركين حديث حب ٍ إن دنا
أتراك يوما ً تبسمين لغير بسمة حبنا
وتسافرين مع القلوب لغير بهجة ِ نبضنا
أتراك يوماً
تسألين
إذا عثرت بصورتي
تحت المفارش والثياب
أين التقينا / من يكون / وكيف غيبه الضباب ؟
أتراك حقا ً يارباب !
……………………
ومشيت وحديّ حاملا ً
بين الأزقة جثتي
لا الليل غاب ولا الدموع
ولا الأنين بنبضتي
أما رباب فقد بدت نجما ً يلوح لليلتي
رغم التباعد بيننا ألقاه بين جوانحي
نوراً يداعب نظرتي
أرنو إليه
أبثه
شوقا ً يؤجج لحظتي
وأراه يبسم
أرتدي
للقاه حلة بسمتي
أتراك يوما ً يارباب
تحلّقين مع النجوم
تسامرين – كما أسامر – نجمتي ؟
آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية