أمام ثغر الشمس / شعر الشاعر الأردني أنور الأسمر

على درج الضوء

أمام ثغر الشمس

فرحٌ خائفٌ يُمَرّن  الظل على خطوته السريعة

فليس غريبا على الايقاع أن  تلسعه نحلة طارئة

بالقرب من مدخل البيت هناك

غسلتُ الكلمات

وألبستها ثوب الندى

زرعتُ القصيدة

وغطيتها بتراب العاطفة

لتنمو بظلّ سحابة

وتطير فراشة من وردة المعنى

وتهمسَ باسمي

ومن هناك سُحِبَتْ خطاي

لا أعرف وجهي

ولا أعرف وجهتي

لم أرَ دمعة في المرايا تحفظ صورتي

ولم أعثر على قُبْلَةٍ في شفتيّ

لأوَرِثَها ماء الحنين

وتنقِذَني من السراب

هنا ذكرت هناك

ذكرت ُ(المزار)

فتوجّعَتْ نجمة في الذاكرة

وانتبهت إلى رائحة الصنوبر في فمي

ورَتَّبَتْ ضوءها

تَعَثَّرَتْ دمعةٌ على ركبتها في الكلام

فاخضَرَّ ترابُ القصيدة

ورأيتُ تسبيحة أبي تعيد إلى ليمونة البيت صورتها في المفردات

أنا أمام ثغر الشمس حيٌّ هناك

هناك  أمي كانت ترش من دموعها علف البراق لاحتفالها اليومي في عيد معراج الدعاء

أنا حيٌّ هناك

أركض خلف فراشة تغسل عرش (دحنونها) بالندى

وتغازل إخوة يجمعون الشمس في سلة

ويبايعون  أمينها على سُنَّة الحب  تحت خروبة في أعالي الحياة

يُرَبُّون الضوء في ساق سنبلة ويطرزون الفجر بالسرو

وموَّال جدي

ويخبزون للدوريّ نشيد الصباح

يا المزار

يا أمّ السحاب التي تُرضع خدود الفاتنات حليب الزهور

أضيئيني لأبصر إيقاع الجمال على حجر يكشف عن نبوءة الروماني فوق التلال

وعن قُبْلَة خبأها الحنين في جرة الزيت القديمة

لأدَهِنَّ إسمي من جفاف الغياب

أضيئيني لأرتدي أغنية تشبثت بأطراف السنديان ونحتسي قمرا يكمل برائحة الهال دورته

ونغزل بالذكريات شال العاشقة

من هنا احبك من أول السطر أحبك

من أول أغنية قَطَفَتْ إيقاعها من عسل البراري أحبك

من هنا من أول السطر

أرَبِّي لغتي على مفرداتك الخضراء

أتكاثر مع الفراش

وأختار أزهاري

وأنام مطمئنا في ظلِّ عاطفتي

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!