لا يضيرك شيءٌ
منذ أن كنتَ،
وإلى برهة التكوين،
أيَّما وخزة نالتك؛ تزهر على شفتيك..
يا بعيدًا في الآحاد،
يا سحيقًا في الآماد..
لا يضيرك الوهن القديم،
والتصاق الندى بالشوك!
الفرادة مدعاة للتشرد،
سُرَادق المنسيين؛
أنت لست قرادة؛
لتلتصقَ بفراء المدلسين،
وتسقط عندما تتحدث.
أنت لست شجرة؛
رغم أنك تصافح الريح بجذور ضاربة في السماء.
لا شيء يضيرك
عندما لا تجد سوي صباحك،
نتف من الليل المرهق،
طريقه حفته المكاره.
ستكون مرهقًا بالمشي يومياً من الأنا إلى الأخرى،
متوجسًا من وسوسة حذائك بالعودة،
وما تحمله بقلبك من تفاصيل الحنين..
سيكون منتصف الدرب حارًا،
والذكريات شجية..
لكنه المنتصف على أيّ حضور..
لن يضيرك شعرٌ، تبخّر قبل أن يُعاش،
لن تحزنك حبيبة غادرتك جائعاً
في ليلك القارس..
لن يضيرك شيبٌ؛
أنت له منذ الأزل
حين كنت مضغة تتأمل الأزقة..
أو طيفًا يشاغب الشاردين..
ما كان لك أن تتوقف،
وكيف تهجر الغناء وحيدًا أيها الوتر؟!
ثاوٍ أنت في صار
منذ أن كان..
راحلٌ أنت إلى كينونتك..
إلى خضرة الميدان الفسيح،
حيث الحضور في النفي
والنشيد في الصمت..
ليس ثمة ما يقلقك دومًا..
هذه المرايا لا تهمك..
أنت لست بناكرٍ
حدود ما يسمى أشياء،
ولا تفجر في الترجل عن صهواتك..
كما لا تمتَطي من طرفٍ خفي..
لا شيء يضيرك يا حبيب الروح؛
أيّ ثلمة ستكون وشمة صغيرة،
أو هكذا تبدو الجسوم.
لا شيء مطلقًا..
قليلٌ من القيد أيضًا لا يُدمِي
وقليل من نحيب القلب لا يُمِيت