أنا التي لا تُروى،
أميل ولا أسقط،
أقود حين أشتهي الضوء،
وأختفي حين يثقلني ضجيج العالم.
أنا صمتٌ يلمع،
وصوتٌ يجرح،
أنا حضورٌ يفرض نفسه،
وغيابٌ يُربك من ظنّ أنني ثابتة.
لا أريد فارسًا يصهل كي يسبقني،
ولا تابعًا يزحف كي يرضيني.
أريد شريكًا يعرف أني نارٌ لها لغتان:
لهيبٌ يتوهج حين أختار المواجهة،
وجمرةٌ تحت الجلد،
تحرق من يحاول قيدها.
لا تقترب لتملك…
اقترب لتشهد.
لا ترفعني كي أزهو…
ارفع رأسك لتراني كما أنا.
أنا امرأةٌ لا تُستدرج إلى الطاعة،
ولا تُستدرج إلى الخضوع،
امرأةٌ تتقن فنّ الانسحاب،
كما تتقن فنّ البقاء.
أحب من يمنحني فسحةً كي أشتعل،
ومن لا يخاف احتراقي،
من يترك لي الطريق كي أتيه،
ثم ينتظرني في آخره…
لا ليمسك بيدي،
بل ليعرف أين وصلت.
أنا التي لا تبحث عن نصفها،
فأنا كاملةُ الدائرة،
لكنني أترك نافذةً صغيرة في جداري،
لمن يعرف أن الاكتمال لا يمنع الشهوة،
وأن الشهوة لا تُنقص من الاكتمال.
أنا التي تُقيم في التناقض،
قادرةٌ أن أكون عاصفةً أو ندى،
سيفًا أو صدرًا،
صرخةً أو همسًا،
ولا أسمح لأحد أن يختزلني في وجهٍ واحد.
أنا التي لا تُروى،
لكنني أترك أثرًا في كل من يجرؤ أن يقترب،
أثرًا لا يُمحى،
كأنني عطشٌ يُذكّر من شرب…
أن الماء ليس نهاية القصة