أمي التي كلّها السفر
في دموعها
على مراكب الملح
مجدّفةً بالنحيب،
تجلس عند عتبة الدار
منتظرةً
أن يمطر أبي الطريق
بخطواته،
أبي المنتعل حذاء الغياب
يمر طيفًا بعد طيفٍ
ببالها
تاركًا للريح حرية العبث
تطفئ شموع آمالها
وتهوى بجسر صمتها
لأسفل زئير
الشتاء.
تقوم لسريرها
جارةً خلفها أذيال نحيب خيبتها
وتنام على صفير الشوق،
الشوق الذي لا محطة له
سوى قلبها،
تصحو فجأة على صرير باب الدار
تقودها رغبتها
نحو ظله الذي ينام كل ليلة
على العتبة،
تاركةً السرير تبلله ملامحه
التي تتساقط
من ثقوب السقف.
أمي المسكينة
التي قطعت عمرها ک شمعة
تنير البيت؛
ليدخله ظل أبي،
أذكر كيف لففتها بيدي الآثمتين
في ثوبها الأبيض
بينما روحها تتسرب من جسدي
وشتاء يحتل روحي التي
حوّلها رحيلها
لبؤس،
أذكر كيف دفنت كل هذه الطيبة
في التراب
ثم عدتُ جثةً لأنام على سريرها
الذي لا زالت تتساقط عليه
من ثقوب السقف
ملامح أبي.
كما كنتِ تعودين من سفركِ
في الدموع
كالّةً
أعود،
وعند عتبة الباب أنام
منتظرًا
أن تمطر خطواتكِ المختلطة بخطوات أبي
الطريق الذي يقود روحي
إلى قبريكما!
أذكر كيف دفنت كل هذه الطيبة
في التراب
لقد لمست القصيدة أوتار قلبي