في يوم مولده
محمود درويش (13 مارس 1941 – 9 أوت 2008)
أهدي قصيدي هذا لروحه الشاعرة
ــــــــــــــــــــــــــــ
أنا أيضا
“لا شيء يعجبن”
وهذا القطار الذي يحملني
والإبرة التي لا تزال تزغرد
بين نجماتي وبوصلتي
وانثيالاتي التي لا أزال أحملها
فلا أستوي
ولا أسافر
ولا أموت…
“نلتقي بعد قليل
بعد عام
بعد عامين وجيل”….
وأنا القابعة هنا
على صفحة الصمت
أعُدّ نعال الانتظار التي رفست أحلامي
أتأبط أقنعة باهتة
أتلوى في أخبولة أشرطتي المهترئة
أتابع فلما صدئا
بطله شبح عليل
سلاحه مصافحةٌ وعناق
مُخرجته ختعرةٌ تائهة في السراب…
مرة أخرى عذرا درويش
“لا شيء يعجبني”
وهذا الزمهرير الذي يعوي في الظلام
وكوابيسي التي تلتحف القتامة المعتقة
وذا الذئب الذي يأتي مرتعشا
يشتري مني صوتا مشتعلا
وبعوضا مشنوقا في وبر خفاش
اتهموه ذات يوم بالتمرد
فبتُّ أناشد أقصودة الأزاهير
في حضن العتمة
وفي خبن الزمهرير
وأنا ما زلت أتابع فلما صدئا
بطله شبح عليل
سلاحه مصافحة وعناق قاتل
مُخرجتُه
خَتعرة موغلة في السراب…
“لا شيء يعجبني”
أنا هنا
كما نورسٌ عافَ شواطئه
تغادرني القصائد بلا مناقير
أشيّع أرواحها
فيتراقى إليها النشيد
ومعها أطير بلا منقار ولا ريش
عذرًا.. عذرًا درويش.