كان العمر يمضي بي…
معكِ وبدونكِ..
أحببتكِ؟؟ صدقا لاادري
لكني أعلم علم اليقين أني
أحببتكِ
كنت ارسم أول حرف من أسمكِ
على كل شيء
ومن لاشيء كنت اخترع
الصدف
…..
أهداني رجل غني برتقالة
قشرتها ببطءٍ
ماتزال تقطر دما من قلبي
رسمت بسكينٍ
حرفان على القشور
أحدهما أنا والآخر
لطفلةٍ تشبهكِ
منذ الصغر
كنا جيراناً
كنت أجلس اقضم كسرة خبز
يابسة…
كنتِ تراقبينني وتضحكين
وجوع العالم بين شفتيكِ
ناولتكِ من شفتيّ قضمة
رحنا نلوكها معا
شبعتُ من نظرة عينيكِ
لكن معدتي خاوية
كنتُ اربطها ليلا
في فراشي
خوفا من كف أمي
….
ويتقدم العمر ونسارع
معه لاستقباله ووداعه
كنت تركضين مسرعة
تريدين اللحاق بالشباب
تمهلي عزيزتي
سيأتي كل عمرٍ في حينه
وستندمين على فوات العمر
من بين تجاعيد عمري
كنت اقتطف لكِ الزهور
وارويها..من عروقي المتصلبة
على مدارج الحياة
كنتِ تتدرجين في منازل قلبي
كل يوم تبتعدين عني
كل يومٍ يكبلونكِ بقيدٍ جديد
ومن خلف القضبان
أهديكِ قلباً
وكسرة الخبز اليابسة
تتفتت بين يدي
راحت عيناي
ترقب حركةً غريبة
في حارتي البالية
صوت المذياع يردد
أغاني حليم …ضحكتكِ
الرنانة الحزينة
تشق سمعي
تغرز في قلبي سهاما
وأطوي الايام من جديد
يخفت صوت حليم
نشرة الاخبار….
تبادل
قصفٍ على الحدود
جلستُ بين الزملاء
بزتي العسكرية
وسلاحي وأنتِ
كنتم حاضرين معي
وتطول الايام وتطول الحرب
اعد الايام لأجازتي
عدتُ فرِحاً
حارتي توشحت السواد
دموع الليل تنتحب
على جدران قلبي
كفان مخضبتان بحناء
الوجع القاني
وأنتِ هناك بين ذراعيهِ
تنفرين مني اليه
….
ورحلتي بعيدا عن قلبي
وسكنتي فيهِ
وينفذ العمر من بين
اصابعي
اعاقر خمرة الوجع
بصبرٍ مرٍ لاذع
وترحلين
الملم بقايا كسرة خبزٍ
مبللة بدموع نزقة
خطاي ثقيلة
وعيناي على رصيف
العمر …
وانا وأنتِ وهو
قلوب متناثرة
وجعا وحقدا
وليالٍ طويلة
باردة صماء
وبعض البكاء