أنثى الباشق/بقلم:عائشة بريكات(سوريا)

أنا التي لا تُحلّق لتُرى
بل لأن السكون لا يسعها

أهبّ على الفراغ كأني سهمٌ
أُطلق من قوس الغيم
ولا أرغب بالرجوع

لا أطير لأصطاد
أنا أطارد الرجفة
التي تسبق الانقضاض
و أشبع من صرخة الفريسة
لا من لحمها

عيناي لا تفتشان
هما تعرفان أين يختبئ القلق
ثم تغوصان فيه
كما يخترق السهم
معنى هارب

أنا الأنثى التي
تُحلق وحيدة
ليس لأنها أضاعت السرب
بل لأنها لا تنزل حين يُنادى

إن رأيتني
فذلك لأني سمحتُ لك
وإن اقتربتَ
فذلك لأنك سقطتَ
لا لأنك حلّقت.

أنا التي
إذا سكنتُ على غصنٍ
جعتله يهتزّ
كأنه عرف الخوف أخيراً

وإذا أحببتُ
أخذتكَ إلى الأعالي
حتى تنسى قدميك
ثم تركتُكَ
تسقط…
كما تسقط القصائد من ذاكرة الشعراء.

أطير لأن الأرض
سرقت ظلي حين مشيت
و فاتها أن لي جناحين

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!