أن تتخلص من الحزن
كأن تتخلص من
ملامحك..
كالعادة أواجه مرآةً لا تعكسني.
ملامحي ليست لي؛
لوجوهٍ عبرت حياتي أو صنعتها بأحلامي
في ليالٍ حالكة الوحدة
قاسية الحنين.
أقف أمام المرآة..
يداهمني ظلّ غريب،
وجهي ليس لي
ربما بقايا أرواح عبرتني
أحببتها في يقظتي أو في باطني حين أغمضت عيني
هربا من واقعي..
عيني، أخذتها من عاشق قديم
ما زال معلقاً على الانتظار في غرفة الأمل
لا يعرف النسيان،
ابتسامتي التي يحسدني عليها النسيم
سرقتها من طفلٍ
كان يضحك ک فراشات تستقبل بفرحٍ النيرانَ
قبل أن يغلق عينيه الحالمتين
للأبد،
أنفي؟ نعم، تساومني عليه البساتين،
لكنه أيضا ليس لي؛
لشخصٍ في عالمٍ موازٍ صُنع من عطر حبيبته
أظنني التقيته في حلمٍ بعيد
وتقاسمنا معا مجازر الورد
دون حاجة لبنادق
الكلمات!
عمري؟!
لا أعرف، لكنه لا يُقاس بالسنين؛
إنه الأحضان، نعم عددها،
أتعلم؟ كلما ضممت أحدهم بحبٍ إلى صدري
نقصت حياتي،
ليس الوقت ما يلتهمها
لكنها الأذرع الرقيقة التي تحيط بي،
لا أعرف كم تبقى من عمري
لكنني أسجل بحرص ما أنفق من
أحضان!