ياسيد الأنام
لعينيكَ مجد الرؤى دنا؛
فتدلى معصوم الشقاء
سكنه صّمت قاتل
زهد فيه الكرى ؛
وولّى شِّعري..
يرتل وزن البحور حائر
ينادم اللّيل حكايات النار
ويشرب أوجاع انتظاري
سائل نجوم الفيافي
كم مرة ثار نبضي ..
دوي هلاكي
وفي ضلوع صدري جوع
يجمع شتاتي
لحناً ، وعزفاً ، و نزفاً
يردد على سمع الهجر ولهي
لحضن ندي اللقاء
وأقص:
كيف نط غزال الشوق
سرًّا وجهرا
يفتش ظلي
يخنق أنفاس العبارات
والخطى مثقلة باردة تجوب
العواصم بلا روح
واهازيج البوح
تهزّ الخفق موال احتضاري
وأمدّ يدي للريح شريدةً
على ناصية الامنيات
أبحث في دفتر ذكرياتي
عن بياض يلفني فأشفى
وسَرى صوتي شغفًا
يشرب مُرَّ الحشا
دهشة نبيذ انعتاقي
ودمع الدروب،
و خلف التلال
كأس الهوى يعصر
سحاب المدى خمرا
وألوِّح لسفن الخيال
فتشدني هفهفات ..
نسيم يلاعبني،
والبدر خلفي ومن أمامي
مكتمل الضياء
يعزف لي المأوى لحن بقاء
وفي رحاب السَّماء
سمعت صوت المنادي
يــا أنتِ
يا شقيّة المدائن
يا طلّة الورد الثائر
خذيني إليكِ ملاكاً
ونامي على قافيتي
ثورة امرأة الفصول ..
تخمش الأزمان ،
تحرر الأنغام ،
تجول الأكوان ،
يــا ديمةً أنتِ
يا آية النساء
يا سليلة الروح حدثيني؛
عن سرمد العاديات
وكيف سالت رؤاك طوافاً
يا طفلة الجنّة
والجنون أنتِ
هات كفك الخصيب لينمو
بأرضي مطلع شِّعر…
و فتح قريب
وتنعمي في فؤادي سنبلة
عبثِّية مراوغةً ؛ تلهو فتمطرني
نزغ اغواءٍ يبعثرني
وتخترق جلدي
على أطراف ضحكة
تخلع عطش النهايات
فأبصر في ريّانها
قمح صحوة ..
تسرّج خيل البدَّايات
يا أنتِ
يا قدِّيسة النبوءات
تسلّل من جيدها ..
بخور الأمسيات
حتى أصبَّحتُ ..
أنـــا أنتِ
يا فجراً لاح بكل المسافات
