اعتادتِ القـصائـدُ
أن تُـضَفرَ الأحزانَ في القُـلوبِ
وتُراقصَ الستائرَ
على النَّـوافذَ الحزينةِ
اعتادتْ أن تنثرَ ألحانَها
لتُنعشَ الغُـروب
وأن تترددَ أصداؤها
.. عالية وبعيدة
في ليـلةٍ مُقمـرةٍ
قد تنـشدُ قصـيدةً
ثم تعزفُ على النَّـاي
فيتوقفُ القمرُ في مدارِه السَّـماوي
ويسكنُ هُنيهات
يُنصِتُ إلى قصائدِ الأرضِ
فيعتريه العِشـقُ..
فيغازلُ الكواكبَ
بعيون ِ وهمساتِ القصيدة..
أيُّها الشّـعرُ:
أيُّها الضّاربُ
لمُنحدراتِ الصَّخرِ في الظّلام
أيُّـها المُفجِرُ ينابيعَ الغَـمام
مُـذ كان جلجامش
وسَومرُ وأكـاد
مُـذ كانت آلهةُ الخِصبِ والإنبات
قَـدِّمْ حياتـَك قٌـرباناً للـظُلمةِ
فسيولـدُ الضّوءُ
وسيأتي الفجرُ من جـديد
ما بالك ..
تُهَـرِّبُ أحـزان َ الأوطان
في جُعبة الغُـرباء
وتبتعدْ شوطاً طويلاً طويلا..؟!