-1–
يا الله
منذ تموزين
أو ثلاثة
كانت اليمامة لم تزل عطشانة
تتلكأ تحت نافذة الحديث
و تصحي الندى
على خد الكلام
و تندب الرمش الجافل من الفقد..
يا الله كم يمامة
في الشام
أفترس الرصاص كحلها
مسجاة على سكة الفقد
بلا رمش تندبه…
…..
–2–
يا الله
منذي و أنا أفيق ملء خيلٍ بَكريٍّ
غادرته نباة الموريات قدحاً
و كما عثت الرماح
بـ صلابة التغلبي
عثى الرفاق
بالسرد الرائي
و مجازات القصائد..
و لكم سقطت في شرك التآويل
كلما خانني الرفاق و القافية
وأنكرني الضريح
أو كلما رأيت القلب (قلبي)
أضنك من مُعرضٍ
و أوحش من منفى…
يا الله
هب أني نبي
و لا ناقة لي و لا مدائن
هل أجر الآن تابوت قصائدي
و ألج في التيه
أم أتصعد إليك …
…
–3–
في الطريق إلى الله
صادفت صبياً
لم يكُ بكاءً
لمس الموت عينه و ما انتحب
غير أني أبصرت
أنبياء يرجمون الناس بالسباب
يهرولون من فمه
و ينحدرون على جبينه
كـ نقطة دم
و أبصرت حولين من الحليب
تختلط بثيابه
و تجري في دمه
يا الله
أيعقل ان صبياً
يكون ما ينز من الأثداء
أكبر همه….
… …
–4–
في الطريق إلى الله
صادفت العراق
صدره ما زال مفتول السؤال
و الساسة تحز بالمعاول ركبتيه..
صادفت الموصل
ال يطفح من متنها الضجر
ينبت فيها من كل جرح نخل و دراج
و تطلقه على قارعة الحزن
صادفت عاشقين
كالمغرمين مم و زين
حين مات اللقاء فيهم
اختاروك و أتوك….
صادفت شيخاً طاعناً بالحسرة
كأنه مثلي أضاع طريق الحنين
فلم يعد يوجعه
إلا وقع خطواته بالرحيل ..
يا الله
كم يلزم هذا العالم (عالمك)
ليعود العراق عراقاً
*(أو يرجع اللحن عراقياً و لو كان حزين )