انا الان هنا وحيد
كسجين،
يقاوم برودة الجدران
وفتور الايام،
بسجائر رديئة
وقهوة ملطخة باخبار
جثث المهاجرين السريين
العالقة بشباك الصيادين،
يقايضون العمر بالعبور
الى الفردوس القريب البعيد.
واحاول كل يوم
ان اقف خارج حقائبي
واشيح بوجهي عن رؤياي
الاولى،
حتى لا استمع الى حفيف
الذكريات
يتهادى اليا ثقيلا
باحزان نوفمبر المترسبة
في قاع السنوات.
انا الان هنا تائه
كساحر،
خذلته طلاسيمه
فانكسرت عصاه على امواج
الخسران.
انا الان هنا فارغ
الا من ذكراك تطعنني
بخنجر الشوق
كلما سمعت عزفا
على الكمان،
او هديل حمام بري
اضناه الجفا يغازل
انثاه ،
ويتحسر على عشه
المفقود.