الأحمرُ يصبُغُ كفيَّ
يتدفقُ أسفلَ شاشةِ الهاتفِ
يسيلُ على جدران الغرفةِ..
فوقَ بلاطِ البيتِ،
الآن أتففدُ الشارعَ
والأحمرُ يَشْهَقُ بينَ الحصى
في الترعةِ
تَركدُ مياهٌ حمراء
وطرقٌ إسفنجيةٌ
تعتصرها خطواتٌ لا تحرِّكُ ساكنًا
تتقيأُ الأحمر.
من التلفازِ
يقْطرُ من وردٍ مرسومٍ على فستانِ
طفلةٍ
لم يتمهلِ القصفُ دقيقةً
لكي ينضَجَ الخبُ
فارتقتْ وهي-على لحمِ بَطنِها-
ما أتعسه ذلك الرغيف الملطخ بالأحمر
لم يذهب معها إلى الجنة
صاح أخٌ بأخيهِ
-يا كمال.. يا كمال
ومَدَّ يدًا من بعيدِه
ثم أطبقَ القصفُ على النداءِ
الذي بُتر وتمرَّغَ في الأحمر
«ضلي عايش؟»
زَغَبةٌ في جناحِ الحريةِ تتساءلُ
بعينين مذعورتين
دفعتا الخجلَ إلى الكفرِ بأحمرِه
فأخذَ الضميرُ برأس الإنسانيةِ
يجرها إليه
ويصرخ:
كيف دعست البشريةُ حمرةَ وجهها أسفل قدميها
وتحممت بالد.مِ الأحمر؟!