الاسم الذي كان جرحا
دم على الرصيف
تلك المدينة لا عشق فيها
غابة من عويل
الهم إذ يطير في السماء
مع الدخان الذي يتصاعد
من أفواه العاطلين
ثلاثة رجال ملثمين بالأحقاد
يرمون زهرة بيضاء
أي غدر يكون نصيب التي عشقت
وذابت بحبها مقتولة في حاوية
يتجمع فوقها الذباب
ومن بعيد كلمات الذين مروا
لقد باعت نفسها للشيطان
وماتت بثوب لوثه الطريق
من يرفع الغطاء عن الصباح
يقتله الظلام بسكاكين عمياء
الأطفال يحومون حوله
بدمى مقطوعة الرؤوس
والنسوة المعطوبات بقايا شعاع خافت
ينتظرن ألحكي بالسنة كلها جروح
عن اسمها تبحث سيارة النجدة
بين الطعنات دونما جدوى
قالوا تسمى داهية
وبعض شفاه يابسة لا ترى بين التراب
وتنهيدة يقطر منها الأسى
صاح عامل النظافة اسمها عابثة لاهية
مات النهار وذكرها أندى من الزهر
في كل بيت قصة وقصيدة
الاسم بلا غيوم واضح عاشقة
والناس يندر أن ترد العشق لأهله
ما لم يسير على خطاها
أو يخالف أيامها السوداء
في بلد تبيح الحب
ترفعه ولا تخشى الموت في محياها
الاسم جرحا ظل مفتوحا
على ذاكرة مليئة بالشوق
لم تعطى له الأحضان والكلمات
حتى صار ملتهبا
ينزف بالآهات والرغبات والشبق
العصي على القلب أن توقفه لقيا
دم على دم يفيض الحب
سماء على ارض هناك الماء والزرع
وما شفي الجرح
لازمه الصدأ القديم ، وراقبته عيون الناس
جر من ليل يغط في نومه
بين اثنين أو قلبين كم منعا
من القبلات أو سوق المساء
كف بكف أو خصر بخصر
جميع الضفاف لا تأوي الظلال العاشقة
جميع الحدائق يلام فيها الشوق
جميع الدروب موشحة بالسواد
ولا مكان لأغنية عن العشاق
بين أفواه العاطلين
وهم يرسلون همومهم
مع الدخان المتطاير إلى السماء
بين قلوب الأطفال
وهم يبحثون عن دمى مقطوعة الرؤوس
ولا شيء في حاوية النفايات
سوى الاسم الذي كان جرحا
ولم يشفى من عشقه .