آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
انا الباقي
الجميع مؤخرا قد غادروا
لا ادري لاين ؟
امكث في بيتي حتي المغيب
وبعدها
ارتحل عبر طرقات المدينة الخاوية
عبر الليل الفسيح
وبعدما اعود
افتش في جواربي بلا سبب
انا الباقي الوحيد
انا هنا
هل يسمعني احد ؟
من بعيدتنبح كلاب
فيما ضياء القمريتراءي لي
في الايام الفائتة واثناء تجوالي
وجدت بيوت الركن القصي وقد تهدمت
وكانت كلاب السكان هنا وهناك وهي تنبح
قطعا حزنا علي الفقدان الاليم
الان
استشعر طاقة استثنائية
بعدما قد توقفت عن النوم
اسهر خاويا
اخمن اين قد رحل الجميع
اطل علي حركات السماء
الي ان تشرق الشمس اخيرا
بعدها
اصطحب كلبي المدهش حتما
في جولة نهارية حول اطراف المدينة
انيالوحيد
وبعد اسابيع عدت لا استشعر شئ من قبيل الاثارة
قد برمجت الي حد بعيد
اغسل هندامي
فانا حريص علي مظهري الاجتماعي رغم كل شئ
احضر الفطور
ولا مانع من قيلولة بعد الظهيرة
وقليل من نبيذ العشاء
كنت احبذ فرضية
ان ثمة وباء قد اهلك الجميع
او وهذا الاكثر اثارة اني كنت احلم وحسب
لاداعي الي التأملات المغرقة في المثالية
لقد صحوت ذات يوم
وجدت روحي بمفردي
ولا اعلم اين اختفت المدينة برمتها
لذا ، والان
اجد من واجبي ان اذهب الي العمل
بعد كل تلك الانقطاعات
فانا مدرب سباحة
وآسف علي تاخير التقديم هذا
هناك وفي النادي كنت اقضي وقتا رائعا
بصحبة جروي الصغير
ونحن نسبح سويا
ثم وفي نهاية الدوام
بعدما املل من الانتظار
كنت اوقع علي الانصراف
واقفل راجعا
اعرج علي الماركت
ماذا من الممكن ان اكل اليوم ؟
وعند مرور شهرين
كان كل شئ يسير علي ما يرام
كنت احدث نفسي في المرايا
او صورتي فوق صفحة الماء
كنت اغمغم بكلمات غريبة
واخيرا
ان احتمالي علي البقاء لم ينفذ
كانت تمر الايام والليالي تباعا
كنت اسجل في دفتر ملاحظاتي
مثلا ،
اليوم لم يظهر احد لسوء الحظ
او ماذا اكلت هذا الصباح
وهكذا
اما وفي النهاية
اجلس في البلكون
اتذكر كيف كانت المدينة ذات يوم
الشوارع وهي تشغل بالبشر والمركبات
كنت ارقب تداعي صور الايام الخوالي في ذهني
متي حدث كل هذا ؟
ومتي ينتهي ؟
كنت لا ادري شئ
ثمة نهار اخر ربما يحل اخيرا
كنت اترقب مثل هذه اللحظات .
