الشيخ والعكازة/ بقلم: الشاعرة ماجدة الظاهري (تونس )

يَقولُ الشَيْخُ:

هذِهِ عُكّازَتي

أُهُشُّ بِها عَلى ظِلي

يَفيضُ العُمْرُ بَيْنَ مَدٍّ وَجَزْر

وَعِنْدَ اسْتِكانَةِ المَوْجِ

تَطْفو صورَةُ الطِفْلِ

كَيْفَ اسْتَفَقْتُ مِنّي؟

تُجيبُ العُكّازَةُ:

هذا قَلبُكَ المُفَخَّخُ

بِالطُفولَةِ

يَبْتَسِمُ للتي تُضيءُ قِنْديلها

كُلَّما هَدَّدهُ الانْطِفاءُ

وَهذهِ شُعْلتُها المُتَلاطِمَةُ

في كَأسِكَ بَيْنَ رَشْفَتَيْنِ

وَأنْتَ تُخَمِّنُ

بِعَدَدِ شُروخِ المَرايا

لَعَلَّها خَطاياكَ التي

تُرْبِكُ وَجَهَكَ

بَيْنَ الشُروخِ

والتِفاتاتِ العابِرينَ

لعَلَّها قَصائِدُكَ التي حَمَّلتَها

وِزْرَ مَناديلِ الوَداعِ

المُتَناثِرَةَ

عَلى أسْلاكٍ شائِكَةٍ

لَعَلَّها قُبَّعَتُكَ

التي طَيَّرَها الشَذى

وَأنْتَ تَجْمَعُ

في سِلالِكَ

ما طابَ مِنْ

قِطافِ المَجازِ

لَعَلَّها أنا المُتَخَفِّيَةُ خَلفَكَ

أمْسَحُ عَنْ وُجوهِ العابِرينَ الشَظايا

كُلَّما وَقَعوا

بَيْنَ شُروخِ المَرايا

لَعَلَّني الطِفْلَةَ التي

لِبسْمَتِكَ تَبْتَسِمُ

لَعَلَّني الطِفْلَةَ التي

تُثيرُ حَفيظَتَها

جَنائِنُ وَرْدٍ

مَنْسِيَةٍ

في الطَريقِ

إلى مَعْبَدِك

About محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!