قد تزوركَ الفكرةُ في لحظةٍ ما
روضها
جاملها
حاولْ اصطيادَها
بغفلةٍ منها
لأنَّها سريعةُ الهروبْ
كجرذٍ داهمَه الخطرْ
ربما لا تعود مرةً اخرى
الذي يغضُ النظرَ عن النساءِ الجميلاتْ
وصديقهِ الجالس بالقربِ منهُ
والشاي الذي طلبهُ من نادلِ المقهى
مشغولاً بمتابعةَ رؤيا
حاصرتهُ في النهارْ
يتسامى معها
رغمَ تشوشَ الصورةِ
وعدمَ وضوحَها
الخيطُ الذي يلتقطُ به نثارَها
تحركه انفاسُه المتقطعةْ
تلفه حولَ نفسهِ
كلُّما تأوه يسحبُ ما يحيط به
القلقُ الذي يرتسمُ على وجههِ
له ما يبررهُ
يدفعهُ للتأملِ والانغماسِ معه
كأنَّهُ يبحثُ عنه
منذ دمعتين والمْ
البركةُ الساكنةُ لا تتحركُ بمحضِ ارادتها
رغمَ ظل الرجل المتحرك فوقَها
يكفيها حجرٌ صغيرْ
كي تنفجرَ من الضحكِ
وتفضحُ اسرارَها
المخفية منذ وقتٍ طويلْ ،
هكذا هي الفكرةُ
حينَ تتمخضُ عن وهمٍ
يغوي الشاعرَ في وحدتهِ
الاسئلةُ كتمانٌ لما تضمرهُ
النفسُ التي تعاني من الارتباكْ
يطلقُ سراحَها القلقُ
باتجاهِ الشوارع الموبوءةَ بالنعاسْ ،
الارصفةُ يستفزُها الخمولْ
تبحثُ في جيوبِها
عن صورِ المارين الذين اختفوا فجأةً
الساعاتُ تقاويمٌ غامضةٌ
تدفعُ النساءَ لإهمالِ المواعيدْ
والتحجج بالنسيانْ ،
الشعراء يحسّونَ بالغبطةِ
كلَّما زادت معاناتهمْ
ولدتْ القصيدةْ .