لادَاعِي أنْ أنقُشَ
هَذا المِحْراب المَائِي
بدُخانِ الغَابةِ …
فأعْدَاد النوارِسِ التّي تَمرّ كل صباحٍ
عَلى فتْحةِ الفَجرِ
لاَ تُلقِي سَلامًا بالمَجانِ
ولا تلعقُ ثَلجًا لمْ يكتَمل
لَكنْ
حِينَ تبِيضُ فِي قَرْنِ الجَبلِ
تَعِي أنَّ الثعْبانَ يصْطادُ فِي أحْواضِ
الرِّمالِ.
وهَذه الجامُورَة تقشعُ ليْلًا
لِرَصْد نَيزكٍ هارِبٍ في السّماءِ
لَكنّها
لا تُحرِمُكَ دُعاءَ الصّباحِ
فَخُذ لهَا مِنْ عُجْبِ التّسَلِي
بَصَّةً رَائِقة
حتَّى إنْ مَالتْ عَلَى قِرْمِيدٍ
فَلنْ تَحْجبَ عَنَّا فَرحَةَ قَمَرٍ رَهْنَ التّشَكُلِ
وانْ تجَمَّلتْ بلَمْعٍ سَاحِرٍ
فاعْلَم أنَّ دَورَة الأرْضِ
أخَفُّ مِن خَطفِ النَّجْمِ
وهَذا الحَصِيرُ المُتهَالِك فِي فَناءِ التّعبُّدِ
هلْ يَعدّ تَوسُّلاتنَا
وأثَرَ الجَبينِ ؟
هَلْ يقِي حُمّى الاستِغْفارِ مِن الخُرَافةِ..
و يَضْمنُ عَلى الأقلِّ خُلدًا بيْنَ الجنًّةِ والنًّارِ؟
لرُبّما أحْدَى النوارِسُ تقْرَعُ طَبلاً
أو تنْفخُ صُورًا
لِمَحوِ
الخَطيئَةِ
فَصَانِعُ المُعجزاتِ يتفرّدُ بشُمُولِ العَفوِ
ومِن صِفاتِ الرُبُوبيّة سَدِّ بابِ التّكهُن.
أمَّا عَنْ تفْصِيلِ الفُصُولِ وَتأوِيلِهَا
فتَأصِيلٌ مُباحٌ
خُذ شَذَرَاتَ الطِّينِ مِنَ الحَائطِ
وأكْتُب عَلى ظَهرِها بالحَرفِ المُقدّسِ
أسْماءَ الأنبِياءِ
وصِغ آياتكَ بالقَولِ الفَصِيحِ
وجنّب لمْحكَ سُوءَ التَّقدِيرِ
فانْ طابَ مَوتكَ عَلى فِراشٍ مِن حَرِيرٍ
فمُت الموْتَ كُلَّهُ
وانْ جَاءَ مَوتكَ علَى حَصِيرٍ
فسِرْ حَافيًا عَاريًا
فهَذهِ
بدَايةُ
العَذابِ
لا داعِي لرَشّ اللّوَحاتِ
Aبالزعْفَرانِ
فَقدْ يتلاشَى فِيهَا الوَمْضُ
وتنْقلبُ إلى طلْسَمانِ
Cمُحيّرِ
يَدعُونَا إلى طُقوسِ الشَّيطَانِ
والاستِحمامِ بوَحلِ المَوتى
عنْدَ كلِّ ظهِيرَة
مزّقها العُقمُ
هذه اللّوحَة مِن بَقايا القَداسةِ
في زَمَنِ
التّعرِي
فلِنصُن رَائِحة القُرنفلِ فِيها..
لَا دَاعِي لِمَسكِ الخَاتِمةِ مِنْ ذيْلِهَا
فأقْدَامُنَا عِندَ الجَرْيِّ
لا تَبصِمُ وَجْهَ الأرْضِ
فَقَطْ
بَلْ تَسْحَقُ قَوافِلَ نَملِ
فِي
اتِّجَاهِ
البحْرِ
وقَد يُحرِمُ مِزْهَرياتٍ مِنَ العِشقِ
في الَّليَالِي البارِدَةِ
فَأنْتَ تَجْرِي
فقَدْ تخْدِشُ حَياءَ طَائِرٍ يحْكِي فُجُورَ الصَيَّادِينَ لِعُصْفُورَة ٍلا تقْوَى علَى التَّحْليِقِ
أمَّا القِدِّيسُ الذِّي أطْعمَنِي خُبزًا
وكَشَفَ لِي أسْرَارَ الَّلوْحَةِ
رَأيتُهُ بَينَ أشْيائِنَا يَطُوفُ
كَالمَجنُونِ
بَحثًا عَن القَداَسةِ
لكِنَّ أبِّي صُدْفَة أمَدَّهُ خَنجَرَ جَدِّي
.فَطعَنَ حَمامَةً أكثَرَ مِن البَياضِ أمَامَ المَعْبدِ القَدِيمِ