المنطوون على أنفسهم/ بقلم: بسمة الجريبي (تونس)

المنطوون على أنفسهم فقط
يستنجدون بأقلامهم لتنوب عنهم
أما المنفتحون فيقولون “لا…”
ويقولون “آه…”
لا يلجؤون لانزياحات الصور
يسمون المسميات بأسمائها كما هي
ويشيرون بأصابعهم إليها

اللاجئون لأقلامهم
يمارسون عادتهم السرية في سلام
لا يفضحهم إلا الورق
وهذا الفضاء الأزرق …

لست ضليعة في اللغة
أقف على شاطئها الوقت الطويل
أستجدي أمواجها أن تمنحني بعضا مما أوارب
تحملني بكل ثقلي خفيفا إلى حيث لا أعرف
إذا لانت لي، أمتطي صهوتها ولا ألوي على شيء
هي الوحيدة التي أسمح لها أن تقودني وانا مغمضة …

في طريقنا ونحن نمشط وعور الروح
أقول ما لا أريد/أحب أن أقوله
لربما سقط حجر من جبل الجليد
ليتخفف البحر من ألغامه

اللغة كريمة
مع الصامتين … تمنحهم صوتها
تحضر الغائبين إلى ساحاتها
تزيل عن المجهولين ستائر النسيان
تمد يدها للعالقين … تمنحهم فسحتها لبعض الوقت …
قبل ان يعودوا من حيث أتوا وحيدين …

للغة العربية جغرافيتها…
حدودها.. ثقافتها .. عاداتها …
كنساء… حبتنا بقاموسنا الأنثوي الجميل
وحرمت علينا ما يخدش الحياء …

اللغة وعاء يرشح بما وضعوه فيه
اكلت من سمها الذي يقطر من عسل الكلام
اللغة قيدنا الخفي …

تمد لي يدها اليوم .. بعد ان ذبحت جناحاي
عندما كنت أستطيع أن أطير…

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!