امرٲة یرسمها الضو
حينَ وقفتُ أمامَ لوحتِكِ،
لم أرَ جسداً مرسوماً على الخشب،
بل رأيتُ فجراً يتشكّلُ من نوركِ،
وصوتاً خفيّاً يقولُ لي:
إنَّ الخلقَ توقّفَ طويلاً
بحثاً عن امرأةٍ تشبهُكِ
ليبدأ منها معنى الجمال
من جديد.
كانَ الضوءُ ينحدرُ عليكِ
كما تنحدرُ الرحمةُ على قلبٍ مُتعب،
وكأنَّهُ يعرفُ أنّ ملامحكِ
مكانٌ يولَدُ فيه العشقُ
ويتمدّدُ بلا حدود.
ملامحُكِ،
كانت تُقنعُ العالمَ كلّه
أنّ للحياةِ وجهاً أجمل
حين تمرّ من خلالكِ،
وأنّ القلبَ حين يراكِ
يكتشفُ سبباً آخر
لأن يستمرّ في الخفقان.
وفي صمتِ اللوحة،
سمعتُ نبضاً يشبهُ
اعترافاً يخجلُ من شدّة صدقه:
أنّ كُلَّ ما فيكِ
منحَ هذا العالمَ
معنىً جديداً للصبر،
ومعنىً أعمق للحب،
وجعلَ قلبي
يقفُ أمام الحياة
بشجاعةٍ لم يعرفها من قبل.
پری قرداغ
آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية