ايلول يتهادى بمشيته،
ويمشي الهوينا متأبطاً ذراع غيومه، ومسرجاً صهوة الرياح.
يرمى أوراقه الميتة، على رصيف الأيام،
وينقش الحزن بقلبي على وقع الخطوات،
عابثاً بمرح الأوقات.
يرافقني متكأً على جنوده،
ويرمي ثقله في أفقي، فيغمر ذاتي،
غير مبالٍ بحالي.
فأتعثر بوقع خطواته،
وتكتحل عيوني بغبار أوقاته.
يمر بقربي متباهياً،
فأحتسي مرارة الخيبات.
أُلملم ما تيسّر من أحزانٍ معتقةٍ،
لمست وجهي بقدومه،
وسكنت عمق أحداقي.
لكني لا ألبث بعد برهةٍ،
أن أعيد تدويرها لصالح وخير الأعمال،
وأرمي بعضها بحكمة الأيام،
وأعلق ما تبقى منها على مشجب النسيان.
أنا .. ياأيلول ابنة الربيع،
لن يقرب خريفك من جميل أثوابي.
اهدر بموجك، واعصف كما يحلو لك
ماعادت تُرهبني صوت رياح أحزانك،
حتى لو أيقظت من سباتها العميق أشجاني.
سأعانق ما يأتي منها بصمت ناسك،
يتقن فن تأويل الأحداث.
وأعتقها في محراب صبري،
وأحرقها في آخر المطاف في موقد الشتاء.
فمن رماد نارها ينهض،
وينطلق محلقاً في عالي سمائي،
فينيق فرح أيامي.
وتزهر مجدداً في رياض روحي
حدائق الضوء،
ويعود الهناء سريعاً رفيقاً دائماً لحياتي.
آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية