الرجل الذي يبني بيته،
طوبة من أحزان ،
وطوبة من أحلام محروقة
كي يبلل بريقه ملاط الجدران
رسم قصعة من عظام أجداده المفقودين
( كان التاريخ يؤدبهم بعصاه)
طوب الأحزان والأحلام المحروقة ،
لا يكفي لبناء جدار يتسلقه.
ناوله الأطفال جثثا فقدوها .
قبل ولادتهم كانوا يرعون أغنام الأيام.
فهل يتسلق جدرا ناعسة في كفيه ….
حتى يرى القادمين؟
شال أمه الذي لوحت به لكل عابر على جثتها.
نظرات عينيها وهي ترسم برموشها قبرها الطري.
عصا أبيه التي يتكئ عليها .
ولحظيرة صمته ،
يهش بها أغنيات شاردة ،
وأنفاسا محبوسة في كمه.
الرجل على جُدرٍ ناعسة ،
لم ير غير عصفور يهتز،
يتساقط من عينيه رطب الموتى .
العصفور يحط هناك
على جبل لم يرسمه في نص سابق.