بيوت بلا أصوات
كانت هنا…
أرضٌ تُمسك الحياة من جذورها،
تغني السنابل في صدى الريح العابرة،
ويصفّر النهرُ لجدولِه الصغير
كلما أراحه التعب
على هامش النخيل.
اليوم…
لا ظلّ إلا لأطلال الطين،
ولا صوت
إلا نداء الحمام،
يمرّ فوق بقايا النخل الهزيل
كأنّه يرثي لأرواحٍ رحلت
وما ودّعت الأرض.
النخيل
واقفٌ بين الحياة والموت،
جذوعه تشهق من العطش،
وسعفه اليابس
يمدّ يديه كمتسوّلٍ
في سوق الخراب.
الحشائش الجافة
تملأ المكان،
تحاصر ما تبقّى من الذاكرة،
وتكتب على التراب:
هنا كانت حياة…
وتوقّف الزمن عن النبض
لا أحد يأتي،
ولا أحد يسأل.
فقط الحمام
يكرّر نشيده الحزين،
وكأنه يحدّث غيابًا
أدمن البقاء.
