آفاق حرة
شجرة الكلام
معقل الريش
كبر الطير و لم يعد قادرا على البكاء .
كبرت عيناه و استقر بهما الحزن
يحوم حول أعشاشه القديمة
و ينثر ريشه العزيز
على سواد القبور .
على أنثاه الغائبة .
أقمت له في عيني نافذة
و أعددت الأكفان لمصرعه المحتمل
مرت أولى الفصول
مر آخر النشيد .
و كنت على مشارف البهاء
لما استكان بالوريد عطش غريب
سفر جديد .
بالباب فاتنات
يرقصن لرحيلي
يشيعنني
لكابوس ينتظرني في أول الطريق
في أول الحزن .
يخرج الطير الى أوقاتي
يمدني بصبر الأثقياء
و يهمس في حزني
سور الرحيل .
أنا هنا أو هناك
حصاري واحد
و المياه شاهدة على خصوبة الفكرة
ثم ها أنا
قد أتيت ظلا لجناحه المرتعش
و كان صوتي يتبعني
عجوزا يلهث .
أباركه في سري و أقاوم شهوتي للبكتء .
أنثاي العذاب
كيف السبيل الى مقام اللذة ؟
و أنا الدهشة لا أنتهي
أنا السؤال .
أيتها السماء الخفيضة
هبيني حزنك البديع .
كي أسيج حلمي بغمام بسيط
وأصرف عيني عن ملابسات المساء .
أصوات رفيعة تحاصر كفي
فأوزع صمتي على كل النوافذ التي
سخرتني لأحلامها الملتهبة
و هذا الطائر يعود الى عيني
يعبث بكل الصور التي
أحميها من دعابات النسيان .
أيها الطائر
من تكون تلك المرأة التي تصيح بي
تبكي هجرتي و ترحل ؟
انظروا جيدا
ليكن هذا الرخام شاهدا على عذابها .
تحمل المدينة لمدادها القاتم
و ترسم أرصفة لكل المستضعفين
و لكل من خاب ظنه في العشب .
مزقت صوري و أعدت تركيبها
سقطت عيوني من كل الصور
و علا اللغط .
طائري من شباكه الصغير
ينذب هوائي
و أنا الذي
وعدت عينيه بكل الشموس و الأغاني .
أنثاي الغمام
لم أنت بديعة هذه الليلة ؟
هل نشوة ؟
أم وردة على نعشي المحتمل ؟
ثم من بعض القول الذي غنوا :
هل صادفك هذا الحلم العنيد ؟
هل لك هذا الطائرالوحيد ؟
لأكن أشد من الكلام
لأكن السراب الذي
يدثرني
من كل الرغبات المميتة .
خفف من نورك أيها الورد
فالليل دعابة ماكرة .
يدخل الطير الى حفلي الغريب
انه المستبد السعيد .
أخاتله
و أروض المكان على الغناء .
ثم ان المدينة
لن تحرم كل هؤلاء اليتامى
من البكاء العميم .
ثمة ثقب في آخر الحلم
أسحب منه العشب و أ،تهي .
خذ أوراقك أيها الطائر
و ضعني في مفترق الجرح
يدلني أ{قي على واحات جديدة
من الرقص و الكلام .
هذا مهرك يتها العزلة
سقف واطئ
جلد خنزيرة ثكلى
رمح
خنجر
وسيف بلا غمد
لجد مهزوم
باحدى حروب الأندلس
ثم أوراق ارث
أنا الذي أهدرته .
أعلو كالريح
و أصيح كالمدى
ثم أرقص منتهاي القديم
فلربما أكون الطير الشريد .
اذن كيف ينتهي هذا النشيد ؟