تَوقيعُ النُّور/بقلم:ورود احمد الدليمي (العراق)

نَحنُ العابِرون،
الَّذينَ نَتَوَكَّأُ على نايٍ قَديمٍ
كَأَنَّهُ جَدَّتُنا تُهَدْهِدُ الذّاكرةَ،
نَستَيقِظُ كُلَّ فَجرٍ
عَلى ما تَبَقّى مِن آياتِ الضَّوءِ،
نَمشِي حُفاةً
فَوقَ خَرائِطٍ مُشَوَّهَةٍ
بِأَظافِرِ الزَّمَنِ وَخَناجِرِهِ،
غَيرَ أَنّا نَرفَعُ قُلوبَنا كَراياتٍ
نُوقِنُ أَنَّ في آخِرِ المَدى
تَنتَظِرُنا قِيامَةٌ مِن ياسَمين.

نحنُ الَّذينَ نَكتُبُ أَسماءَنا
بِالحِبرِ المُتَسَرِّبِ مِن جُروحِنا،
نُقَشِّرُ الحُلمَ كَبرتَقالَةٍ في عِزِّ الشِّتاءِ،
نُخَبِّئُ في قيعانِ صُدورِنا
مَفاتيحَ المُدُنِ الضّائِعَة،
نَحرُسُ في لَيالِينا
أَشجارًا لَم تُثمِر بَعدُ
لَكِنَّها تَعرِفُ أَنَّ الرِّيحَ
لَيسَت سِوى امتِحانٍ عابِر،
وَأَنَّ الغَيمَ مَهما ابتَلَعَ النَّهارَ
سَتسقِطُ ذاتَ فَجأَةٍ
أَطفالًا مِنَ المَطَر.

وَصَلنا إِلى الحافَّةِ الأَخيرةِ،
نثُرُنا ما تَبَقّى في أَيدِينا
كَحَبّاتِ قَمحٍ في وَجهِ الغِياب،
وَضحَكنا لِلعَدَمِ كَي يَرتَبِك،
ترُكنا لِلكَونِ أَثَرًا شَفيفًا
كَأَنَّهُ تَوقيعُ نُورٍ
عَلى جِدارِ العَتمَة.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!