عند الفجر تتقوقع احلام الليل
داخل جدران الغرفة
عند الفجر …تنساب خربشة انامل.
فوق حواف الشرفة
اتقدم ببطء وفضول
افتح نافذتي
ثمة وجه يعرفني
يكتنف ضبابا وغبارا
اقترب اكثر
أتراجع
يصدمني سريري
تصفعني المرآة
تتحطم أسلاك الخوف
أنهض
مابين المرآة وظلي
قامة رجل يشبهني
وفي لحظة شك قاتلة
تنعكس الاحلام مرايا
ينسلخ الليل المختبئ
يخرج من بين الاغطية ..سريري
من تحت الجلد .. من جسدي
يتناثر قضبانا . …يتدثر بالصبح
ويرحل…
أبحث عن وجهي في المرآة .. فأرى جلجامش يحمل ازميلا من صلب ..
عفره الحت واخاديد
الزمن المخدوع . ..يرقب
وجه امرأة لم يكسرها الموت
عيناها مثل القدح
تغتسل بحوض من ماء الكوثر
تتطهر من رجس …ترش بخورا من عنبر
جلجامش يخرج من اعماقي …
من جلدي ويردد
البحر الخائن يغدر بي
والفجر جبان يهجرني
ياامرأة يكسرني الموج
فتجمعني
يا امرأة أهرب منهاوإليها
أشتاق لصدرك يحضنني
يا كل ترانيم الموتى
انبعثي
ياكل أغاني الحمقى
ارتفعي…
الليلة ابحث عن صوتي
فأنا الهارب من وجهي .. إلى وجهي
وأنا الراحل من شفتي . ..إلى صمتي ..
يباغتني القتل القادم ….ودموع امرأتي
قوافل مفقودين …واسرى
اطفال مفقوئي الاعين ….واطراف من معدن
يتمرد صوتي
تتمرد حنجرتي
وعشتار ترقص من وجع … وتغني يصرخ جلجامش
صوته زلزلة التاريخ
انا القادم من بابل
يعرفني البحر… الحزن …
وامي
تعرفني امرأتي
انا المولود من القهر
العائد من جثث القتلى
في زمن الحرب
ابحث عن انكيدو
عن امرأتي.. …و
اعلن في زمن الحرب نشيدي
واصرخ …..ارضي ليست للبيع
امرأتي ليست للسبي
واولادي قلائد حب في زمن الحرب
وزمن القتل….من ارض القمح رغيفي …من صوت الفقراء
نشيجي
.. ياكل طيور النورس غني وطني لم يعلن للموت
وطني …لم ينذر للذبح
مابين جلجامش والبحر
يحلق فينيق ويضوع النور
والصوت القادم في العتم
يعلن..ميلاد الفجرالقادم