خاتم السماء الذهبي مكسور فوق كفِّ الكون..
وغُرة الشمس الدامية تحجب وجه الغيب…
أهدي لحمي زهراً ياسمينيا لزمن الطفولة…
وابقي نهدي حجراً رطباً داخل بركان النار…
فلابد لأمي أن تترك أسماك شفتي لطيور الليمون بعد منتصف الأسى…
الطبل الإفريقي يبكي،يغني ويجرح عصب الخيال…
وأمي تعيد ترتيب ابتساماتي على آخر رفٍّ من العزلة…
كحليٌّ النهر،يعكس دموع القدر الممزوجة بالطين والرمل…
يتضخم القلق في الشرايين وفي ضوء الحكمة….
وصوتي يمام ساحلي لا ينام إلا على العشب الأخضر…
أنجم أرجوانية تغمر التوت البري في البساتين الناعسة…
والموسيقى كفجرٍ مخملي يبتلع بأنفاسه مِلح العالم…
أمي قُبلكِ البيضاء داخل ماء عيني تجلو الضباب الوحلي من حول عمري…
قبليني وعانقيني فراغ شاسع بين فمك الحالك ودمي…
قبليني حتى ينبري جسدي إلى قصب بارد في يد الله…
وتأملي بتنهداتك خط الماء العطش المتكور حول صمتي…
لا تتكلمي بعد،يتكسر المدى ويتسع حتى آخر عصب في البحر…
لا تتكلمي،كي لا ترقص رياح الجبال في حقول الأرز …
وكي لا يكبر بيننا زمن من التبغ والموت…
أحبكِ وأنت أمامي نور الوهي يتحدى الورد والإنسان…
أحبكِ وأعبد دمعك لأنه ملاك كدَّره أنين الصفصاف ليلا…
همساً يرتعش الحزن،همساً تيأس الفراشات وتموت البحيرات…
ويصبح الغيم دخان،الشجر دخان وسلاسل القمح دخان…
همساً،لأنك أنت زهرة الله التي تحيا فوق تُربة الكون…