اقذف نفسك للعلياء عارياً
كطائرٍ حرٍّ يحلّق في فضائه الشّاسع
متبصّرًا
ترى النّور يلتفّ من حولك
معلنا بدء الصّلاة في حضرة الجمال
والتّسبيح في ملكوت اللّه الشّاسع
توثّق روحك فيه، تربطها بخيوط الشّمس
فيضيء دربك كدرب الحالم
لاتجعل الكٱبة لك موطنا
تطويك وسط زحامٍ فاض منه شتات
قلب نابض
ناكرا متنكّرا يميد بك الحنين
في وقت حائل
تذرف دموعا تلتمع وتنقطع
منذ آلاف السّنين
كأنك غريب الموطنِ، تمرّ به مرور
العابر الحائر
***
الحياة دون المعالي مهزلة
تهوي بك في قاعِ الرّدى
كقاربٍ تائه في بحرٍ عنيد
هائج
يضيع دمك في بطن القرون
دون اشتهاء
فتصبح عالةً وسط صراعٍ
سائر
***
يعضّك الدّهر بأنيابه
وتقرعك التّهاويل حتّى العظم
اعصم نفسك من العثرات
والزّلل
تجنّب حفل الأصوات
فإنّها مهلكة، كلّما تناهت بها
الأذن، أصبحت دون ناصر
عش أبد الدّهر أصيلاً
مرفوع الهامة، لا يكدّرك
الشّتم ولا لومة لائم
***
حياة النّفوس الكريمة
ما زالت واثبة أمام الهمم
كجبلٍ شامخٍ لا تهزّه العواصف
ولا تقتلعه عوارض الزّمن
****
تسير في درب العزّ
تسعى نحو الأفق البعيد دون تردّد
ولا كلل
فلتكن شجاعتك كالسّيف
تقطع كلّ خيطٍ مارد
ففي عزيمتك تكمن القوّة
وفي قلبك ينبض الأمل
كزهرةٍ تتفتح في ربيع الحياة
تهمّ بالشّروق في صمت الغروب
السّاكن
لا تدع الخوف يثنيك
فالحياة تُعطي لمن يسعى
وتمنح النّور لمن يجرؤ على تحقيق
المطمح
***
اقذف نفسك للعلياء
كفخرٍ يتلألأ في سماء المجد
يضع آماله تحت مواطئ القدم
فكلّ خطوةٍ نحو العلا
تُكتب في سفر الخلود
تسكن قلوب العاشقين
كأسطورةٍ تُروى في ليالي السّمر
***
ففي كلّ نغمةٍ من عزف الحياة
تتجلّى روحك في أبهى حلّة
كأنّك نجمٌ في سماءٍ صافية
تُضيء دروب من يسيرون في العتمة
***
فلتكن طموحاتك كالأشجار
تتسلّق الجبال بلا خوفٍ أو تردّد
فكلّ غصنٍ يمتدّ متسلّقا جدارالأفق
يكتب في سجلّ التّاريخ
أنّك كنت هنا
تسعى نحو المجد
كأسدٍ في غابةٍ من الشّجاعة