حيث اللا لقاء/ بقلم:هاجر العدواني

صقيع ديسمبر وذكرياته المريرة،
برودةٌ تُجمّد القلب،
وترتجف لها الروح.
لمعةُ عيونٍ لذكرياتٍ تتسلّق
ذاكرتي اللعينة،
وللماضي رائحةٌ عفنة
تفوح في المكان.

في المقهى القديم، خيالنا اللامُنسى:
أكوابُ القهوة الساخنة،
وطاولةٌ مهترئة،
صوتُ الموسيقى،
تلك التي تخترق سمعنا
وتنبض لها قلوبنا.

أغنيةُ الصباح بصوت فيروز،
ودندنتُنا معها،
نظرتك العميقة،
كنتُ أشعر حينها أنني “أنا وأنت”
روحٌ ملتصقة بروح.

لا شكّ أن ضحكاتنا
وحديثنا العميق جدًا
سيبقى عالقًا بشرفة قلوبنا.

جلسنا معًا في سكة القطار،
نضحك سويًا،
لا نملّ الانتظار.
يمرّ الوقت، ولا نمرّ نحن.
صوتٌ دافئ،
وأرواحٌ تلتقي في الخيال،
وواقعٌ يُنكر وجودها.

هبتِ الرياح،
فصُعِقتُ حينها
لأتذكّر أننا لسنا هنا،
ولم نكن هنا.

ديسمبر وبرودته
يُذكراني أن اللقاء
كان كذبة،
خدعة،
نحن من صنعناها.

فلماذا يعود ديسمبر؟
ولماذا ذاكرتي اللعينة
لم تَنسَ،
ولن تَنسى؟

فجعلت روحي باهتة،
لتُصبح ضحية ذكريات
مائتة.

فلا اللقاء كان قدرنا،
ولا الذكرياتُ كانت منسيّة.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!