حين سألتهم
وهم يسفون للرياح ذواتهم
ويمضون خواء كبقايا هزيع
أخير صب ظلمته على الأرض
وفر:
من أين أنتم
أشاروا إلى أرض العروبة
الممتدة من الحميم إلى الحميم
ومن الجفاف إلى الخريف
أطرقت هنيهة ورفعت رأسي
نحوهم
وهم يمضون نحو الردم
حيث لا مشرق للشمس:
مالي أراكم تشبهون
/وأشرت إلى الفراغ/
لعلهم من إشارة إصبعي يفهمون المغزى
فإذا هم يضحكون
وحين نظرت إلى الفراغ
كان ما أشرت إليه
بهم يزدحهم
فهم من الفراغ وإلى الفراغ يعودون
❉
شيخ لهم
يجلس على تبة الموت
يهمهم لي همهمة
من صعقته الخديعة
وشلت أحباله الصوتيه كربتها العاقة:
والطحالب تتخذ لها
مستقرًا ومتكأ
على أفواه لحظاتنا
الملولة
وتبني لها مستعمرة
في كبد أيامنا
العابرة كالرسائل المنسية التي
لا تعرف لها بريدًا ولا قارئا
أحرفها كتبت من أجل مجهول
وكاتبها كان مجهولًا
وكلماتها مجهولة الملامح
مكسورة التفاصيل
هشة الهيئة كقشرة بيضة
تلهو بها رياح صبية غاوية
غاية
في الشقاوة..
فأتانا المنتشل ورمانا من الغرق
إلى دروب الأمل حيث عشنا
الحياة
بطعم النجاة
نعب الأنفاس عبًا
ونفترش التاريخ قصرًا
وعزٕا..
ولكن
ما إن غاب منقذنا داخل قرص الشمس
من حيث أتانا أول مرة.
حتى رجعنا إلى اللحظة الأولى
وإلى ما كنا عليه ولكن عن زيادة..
ونسينا وصياه المجيدة
وركلنا مائدة الخلاص
بأرجل النكران كمن يجحد نسله
فقلبت حالنا كعقاب لنا ليس قرودًا
أو خنازير
ولكن أتباعًا لها
فهل بعد هذا الذل ذل
لا وربي”
أنهى سعيره المصهور في الكلمات
و ……..
واعتنقنا نبكي سويًا
على واقع حل بنا
مما زرعنا
وبكينا
وبكينا ..
والتيه يعصر ما ذرفنا
ويرتشف
آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية