حين يجفُّ الغيم/ بقلم:الشاعرة فابيولا بدوي(مصر)

لأني خبيرةٌ
في كسرِ قواعدِ اللعبة،
أدخلُ بلا رهان،
أبدّلُ وسائدَ الذاكرة
كمن يُعيد ترتيبَ خساراته.

أُقامرُ بأوراقٍ تآكلتْ
من فرطِ الندم،
وأمدُّ يدي نحو ماءٍ
كنتُ أظنه لي،
فلا أجد سوى
صوتِ الجفاف
يُصفّق لي ساخرًا.

حلمتُ بأيامٍ
لا تشبهُ ما اعتدناه،
أيامٌ تمشي على رؤوسِ الغيم
ولا تلتفت.

ذهبتُ إلى مدنٍ غريبة،
يسكنها
أشباحٌ تتكلّمُ
بلغاتٍ لا تشبهني،
وشياطينُ
تضحك من جهلي.

المللُ ينهشني
كعادةٍ قديمة،
أنزفُ
على مشاعرَ
مصنوعةٍ من ورق،
لا تحتملُ
ثقلَ الحنين.

وأشتهي
حصانًا
يركضُ في فضائي،
جامحًا،
لا يسأل الطريق.

حين تمتدُّ العتمة،
أدركُ أن الغد
ليس إلا سرابًا
يُتقنُ التمثيل.

في عالمٍ
يحترفُ المضاجعةَ
كفعلِ استهلاك،
لا يُنجبُ
إلا أجنةً
مُشوّهةً
من رحم رغبةِ ناقصة

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!