حكايتي مع الغريب
الدّمعة المنسابة
على وجنة الغريب
تعرف طريقها جيّدا ،
تحفر أخاديد،
تخبئ بين شعيراتها،
أشياءه الثّمينة ،
تلك التي لا تحويها
حقيبة و لا قفص الضّلوع …
مبلّل بالضّوء هو ،
في عتمة الغربة ،
تحسده أعمدة الإنارة،
المنتصبة كخيباته
و الشّموع المحترقة،
المتراقصة و رجفة ظلالها ،
كعمره النّحيل …
قابلته لحظة انحنى،
ليلملم بعضه ،
تفاجأ ،
أغمض عينيه ظنّا منه
أنّني سأختفي،
كنبض ٍ يداعب عروقه…
حين أيقن أنّني لن أتلاشى ،
أمسك بيدي،
بدأ بترميم خطوط يده ..
بين راحتيه ،
ا طّلعت على مسودّة
نصوصه ، التي لم يرها نور بعد…
أغلقت أناملي على مدادها
لئلّا تتسرّب منّي،
كجمالٍ اللّحظة …
فتح بحرفٍ ٍ الهواء
على مصراعيه ،
و دعاني لرقصة
على زبد قوافيه المبعثرة ..
أنا لا أتقن سوى الفالس( valse)
و لا رقصة غيرها….
ببطء ، بدأ ظلّه الممتدّ
كغصن يتورّق،
يمتصّ عتمة تحوم فوقنا…
نباح العالم ينزاح شيئا
فشيئا ، ككوابيس
يقتلها الفجر بصمت…
أصغي إلى ثرثرته السّاكنة ،
أرتشف سحر اللّحظات المحترقة،
و هو يرتّل حروفَا
من مسك ،
تخرس صخب الأرصفة
المتمرّدة على الخطى
و أوزارها..
عمري الذي ادّخرته قبله ،
أنفقه الآن ،
بين يديه بابتسامة رضا….
د. فريال أحمد / الجزائر