خمسونَ عاماً
وأنا أصغي،
لصوتَ خَشْخَشةٍ، وأنين
تلهثان خلْفِيَ
وكلما تلعثمت أقدامي
أسمع
شاهِدَةُ الرُّخامِ، تهمس لي
أَنْتَ فَراغٌ يابسٌ…
أَنْتَ سَمادُ النَّرْجَسِ!…
***
أَميِّتٌ أنا؟
إذاً، كيفَ انْشَقَّ الليلُ إلى نصْفينِ
وكيف أنفلق جسدي الى قمرين
قمرُ مضئ يحلق في الغياب
وقمرُ هجره الضوءَ
فأختبأ خلف عتمتى
*****
لكن روحي هذا النهار
أطفئت كل مصابيحها
ومشت خلفي
وكلَّما حَثَثْتُ الخُطَى؛
تَخْفتُ روحها
أَحْمِلُها بِكُلِّ رقة …
بينَ يَدَيَّ،
أَرتَدِيها مثلَ مِعْطَفٍ باردٍ،
وكلما تَعِبْتُ… أَخْلَعُها،
وأَظَلُّ أَمْشي…