أُسكتُ الدنيا جميعها كي أنصتَ لكَ
فلتحدثني عني..
أخبرني :بأنّي الماء
فأنسابُ من بين ضلوعكَ كالمعين.
قلْ: مابين النار و أصابعكِ جذوة احتراق
فأضرمُ حقولَ حزنكَ و أُحِيلها هشيماً من شوق.
أخبرني :بأنني غابتكَ
فآتيكَ بكامل طيني بجسدٍ طاعن بالخصوبة و الاخضرار.
نادِني :يا غيمتي
أُجبُ: لبيكَ.. لبيكَ.. لبيكَ
و أهطلُ عليكَ عائشاتٍ خُضَلّاتٍ
حدثني عن شغبي
عن حنكتي
عن احتكاري لدهشتكَ
عن تفردي بحبكَ
عن طفولة ملامحي
عن النايات في صوتي
عن الشغف في ضحكتي
عن رشاقة أصابعي
عن حبري الذي تعشق
عن شجاعتي في العطاء
عن وفاء انتظاري
عن صبري
عن صمتي
و عن…
وعن …
و أنكَ كنتَ على صوابٍ
حين أتقنتَ قراءة فلسفة نهاية النفق
و أني لم أكنْ مُخطئة
حينما أحرقتُ شموع أصابعي لأتلمّس بقاياكَ
و أنه لأول مرةٍ
الحلمُ والبوحُ لم يُعبرا من نفقٍ واحدٍ!
دعكَ من كل هذا
و أخبرني بالله عليكَ فقط
كيف لم تتسعْ أنت في نفسكَ
لتُسيّجَ بربرية شساعة صهيلي ؟