دموع البحر مُملحة وطازجة/بقلم:علي تيراب (السودان)

على الضّفة
اجلسُ وحيدا
اقرأ نصا شعريا عن العزلة
تخطر على بالي نصف فكرة
“خلق الشّعر للوحيدين”
*
انظر إلى ما وراء البحر
إلى مركب يغرق بكامل مهاجريه وخشبه
تخطر على بالي نصف فكرة
“الغرقُ أن تظل جالسا في مكانك
بينما يفكر ظلك بجرأة في الهرب”
*
على الضّفة
أقف بعيد عن الجوقة
بالقرب من الأشجار
الأشجار التي تقف بعيدا عن الجوقة مثليّ
مشغولة بعصافيرها في عالم موازي
تخطر على بالي نصف فكرة
“ربما تشتاق شجرة ما
لأحد العصافير الغائبة وتبكي”
*
على الضّفة
ارسم لوحة سريالية لطفلة جائعة
تنزف الرّيشة
تخطر على بالي نصف فكرة مجنونة
” رُبّما يأكل الأطفال الجائعين
في هذا العالم البشع
أيّ شيء، أي شيء
حتى لو كان هذا الشيء
أذن فان جوخ”

على الضّفة الأخرى
تسيل دموع البحر
مُملحة وطازجة
لا يأبه احد
لا يسأل احد، لماذا يبكي البحر
تخطر على بالي نصف فكرة
“كل الحشد عميان، ينظرون فقط إلى حزنهم”

أنا وحدي
كنت اقرأ نصا عن العزلة
واقف بالقرب من شجرة
ارسم طفلة جائعة
واواسي البحر

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!