يحذرون في نشرات الأخبار
من خطر التحديق في عين الشمس
إذ يعبر عطارد من أمامها
الشمس لاتأبه لعيون الناس
ولا لمرور عطارد
أو سريان الوباء على الأرض
مليكة النار تحل ضفائرها
ثم تكنس الفضاء بشعرها
الذهبي الحار
ودونما اهتمامٍ بالحدود
تطبع على وجه الأرض
كثيرا من القبل
على الصخور والمروج
على الربى
على السهول
على البحار والسواقي
على البيوت والزرائب؛
لاترسم الخطوط بالظلال والفواصل
لاتقرأ الخرائط التي تقسم الحياة
الهواء والتراب والسماء
والاسماء والشعوب
عرق أبيض، عرق أحمر،عرق أسود
وآخر حنطي “أصفر” .
هناك في سريرها
في سرير الشمس
في بلاد تشرق السماء
من عيون صبحها القصي
يدعونه عرق أصفر
من ذا يمتلك هوية الإنسان
ياباتشو
ولماذا لاتتلوح وجوه الناس
بحمرة القطاف كوجنة الدراق
أو أزهار الساكورا؟!
أتخيل صوت النهر
ينساب على مهلٍ تحت الثلج الوردي
ندف من زهر الكرز المتفتح
تتساقط فوق رؤوس الناس
وتغير وجه سوميدا
مثل فراشات وردية تهوي خفيفة
كزهور السكر أو كزوارق ورقية
لكنها تنهمر بصمت فلا أسمع نبض سقوطها
في حضن النهر
وحده صوت الماء يعزف لحن ربيع سوميدا*
ولربما يكتب باللغة الأم قصائد هايكو
يلزمني أن أتعلم نغمات مقاطعها الصوتية
هل يكفي ياباتشو أن نغمض أعيننا
ونصغي لدبيب النمل ؟
كي نتقن ترجمة الإحساس
و نرسم بقصيدة هايكو لغة حقول الشمس !
أو نعزف نبض حبيبات ندى أو دمعة عين تتدحرج من سطح دافيء
وتبددها الشمس بصمت .
*سوميدا: نهر في طوكيو
*باتشو: من أهم شعراء الهايكو في ايابان