رفقاً بالتّاء المربوطة في أوّل الكلمة / بقلم : جمال الجلاصي تونس


أدرك تفسير الماء الذي يتشرّبني.
محتفيا بعطشي
أدرك رائحة النّدّ تتسرّب من جسد امرأة تتشهّى الاحتراق،
لست الشمعة، ولا بستانيّ الأرواح العجوز
أنا حطّاب الجسد، أبحث عن سرّ الغابات في الظلال المتراكمة،
وأنام مع الذّئبة الأم ترضعني المقارنات الخفيّة بين الغزالة والغمامة
وأهمس لرفقتي: لا تولموا للسّماء كبشاً آخر
اسْألوا الرّصاصة عن مذاقها.
ذاك السّهم لا يشير إلى أحد سواه.
هل تدرك المجرّات البعيدة والذّرّات والزّبد الباقي؟
هل تدرك سرّ الألف المنتصب في واحة الورقة؟
أحسُّ التّاء المربوطة في آخر الجنّة، والنّون في آخر الشّيطان.
لا توثق صِلاتي بالوَدَع والأقوال
أتقن التهرّب من الشّهوة العموميّة،
وأغازل راعية قطيع النّجمات، تتأبّى

(يوسف لا يزال في البئر ـ اسألوا الشّاعر)
ولا تصدّقوه.
كان ذلك بداية صبح أغبش،
والرّفاق منهمكين في تأويل شرعية التفّاح.
يتلاعب بنا ورثة الرؤى والمغارات والمغازات الكونيّة،
هل ستَسلم من مكائد الكواليس؟
فلنجرّب السّياحة العاطفية، سياحة الحنين:
سيقبلنا الوطن ملطّخين بالحرب أو محفوفين بفراشات زرقاء


لن تدرك اللّغة أنّنا نكذب عليها بها إلّا بعد أن نكتب

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!